الثلاثاء، 13 ديسمبر 2011

www.edara.com

www.edara.com
خمسة متطلبات للنجاح العملي والشخصي
تأليف: توم رودل
إصدار الشرآة
العربية للإعلام
العلمي (شعاع)
القاهرة
ج.م.ع
السنة الخامسة
العدد الثامن
أبريل
(نيسان)
١٩٩٧
تحذير من الناشر: يمنع نقل أي جزء من هذه النشرة بدون إذن آتابي من الناشر ويشمل الحظر: التصوير والنقل لأغراض التوزيع وتستثنى منه الإشارات السريعة والمقتطفات في الصحافة والرسائل والأبحاث الجامعية
إدارة الذات
آتاب العام
لا نعرف حتى الآن آل الكتب التى سنلخصها هذا العام، لاننا
نشترى الكتب شهرا بشهر، و نلخص افضلها على التوالى.
لكننا نعرف أن آتاب (الطريق إلى مكة) سيكون واحدا من
. افضل هذه الكتب التى سنقدمها لقرائنا الكرام عام ٩٧
الكتب التى تتناول النجاح و تنمية الذات و تطوير المهارات
الشخصية آثيرة، لكن الكتب المتميزة و الصادقة اقل من
القليل.
آتاب (الطريق إلى مكة) يتناول تجربة المؤلف الشخصية.
و لهذا السبب وجدنا معظم المجلات و الصحف الأمريكية
التى تناولت هذا الكتاب تقول: "توم رودل، هو ستيفن آوفى
الثاني" و ستيفن آوفى هو مؤلف آتابي ( العادات السبع
لأآثر الناس إنتاجية) و (الأولويات أولى) اللذين قدمناهما من
خلال خلاصات في السنوات الماضية.
و لهذا السبب، فقد بادرنا في (شعاع) بعد تقييمنا للكتاب
بشراء حقوق ترجمته إلى اللغة العربية. آما وجهنا الدعوة
للمؤلف للحضور إلى القاهرة في شهر ديسمبر القادم،
ليتحدث عن آتابه و تجربته في تغيير الشرآات و
الشخصيات.
آملين أن تستمتعوا و تنتفعوا من قراءة خلاصة آتاب
(الطريق إلى مكة) آما استمتعنا و انتفعنا.
(الناشر)بيئتنا
يحاول هذا الكتاب رسم الطريق إلى اتجاه جديد في الحياة.
هذا المكان الجديد يمكن الوصول إليه بسهولة إذا ما أراد آل
منا ذلك. هو اتجاه في السلوك يكمن في الداخل، و يشير إلى
النفس، و ليس مكانا ماديا لو جغرافيا مجردا من المعاني
( خلاصات آتب المدير ورجل الأعمال السنة الخامسة – العدد الثامن (أبريل ١٩٩٧
٢
والقيم. و هو ليس مكانا نتوقف عنده بعد أن نبلغه. بل هو
مكان تستمر رحلتنا فيه، بل و إليه بروح شفافة صافية،
ومتعة عميقة من الإنجاز و تحقيق الذات و الشعور بالسعادة.
قبل سبع سنوات، وبينما آان عقد الثمانينيات يطلق أنفاسه
الأخيرة، آان أربعة أزواج يحتفلون مع زوجاتهم بمقدم العام
الجديد ودخول عقد التسعينيات. آانت تجمع بين العائلات
الأربع سمات آثيرة مشترآة، أهمها أنها عائلات تقليدية
ومتدينة، تعول عشرة أبناء، ليس فيها حالة طلاق واحدة.
مجموع سنوات الزواج للعائلات الأربع يزيد عن مائة عام.
الزوجات ربات بيوت يتطوعن في خدمة المجتمع المحلي،
بينما يعمل الأزواج بإخلاص في أربع شرآات مختلفة.
بعد أربعة عشر شهرا من ذلك الاحتفال، وجد الأزواج
الأربعة أنفسهم بلا عمل. لقد فصلوا جميعهم لأسباب من
قبيل إفلاس الشرآات، وعمليات الهندرة وتقليص العمالة
وإعادة التنظيم، وزيادة القدرة التنافسية، إلى آخر هذه القائمة
من مصطلحات التغيير. المهم هو أن أحلام هؤلاء الأزواج
بمستقبل مشرق تبددت، وأن قلوبهم انكسرت، وأن أوهام
الأمان الوظيفي تلاشت، وتلاشى معها الولاء لأصحاب
العمل، ووقع الجميع فريسة الإحباط واليأس. آما بدأت
الزوجات الأربع يبحثن عن عمل.
آيف هو الحال عندآم؟
هل تسمحون لي بالإجابة!؟. عشرات
الآلاف حول العالم يفقدون وظائفهم آل
يوم. والملايين من قدامى العاملين
والخريجين الجدد يعيشون في غياهب
البطالة، ويعانون الأمرين في بحثهم
اليائس عن فرصة لإعالة أنفسهم. فكيف
سيتصرف هؤلاء؟
يقول تشارلز سويندل: "يعتمد مستوى
% معيشتنا وسعادتنا في الحياة بنسبة ١٠
على ما يحدث لنا، وبنسبة ٩٠ % على
ردود أفعالنا تجاه ما يحدث لنا." وأقول
أنا: "الفرق بين (المنكسر) و (المنتصر)
هو استبدال الكاف والسين، بالتاء
والصاد."
ما هي وجهتك؟
الحياة رحلة، هكذا آانت منذ أن خلق الله
الأرض ومن عليها، وهكذا ستبقى إلى
يوم يبعثون. ولكن السؤال الجوهري
هو: رحلة .. إلى أين؟
لسنوات قليلة خلت، عندما آان
الاستقرار هو القاعدة، والتغير هو
الاستثناء، آان سهلا على آل منا أن
يحاول شق طريقه باتجاه "المدينة
الفاضلة". حتى في أمريكا آانت
الحكومة تؤآد التزامها المطلق ببناء
مجتمع عظيم، يضمن الاستقرار
لأفراده، ويحميهم من غوائل الزمن.
لكن المشكلة الكبرى التي تواجه آل محاولة لبناء مجتمع
فاضل، سواء آان هذا المجتمع أمة، أو شرآة، أو أسرة، هي
أن المدينة الفاضلة، أو (اليوتوبيا) مكان خيالي، ولا وجود له
في الواقع.
فإذا آنت واحدا من هؤلاء الذين يئسوا من البحث عن مكان
مثالي للعمل، أو عن علاقات مثالية، فلا تنزعج آثيرا إذا لم
تجد ضالتك. فقد آنت تحاول الصعود على سلم النجاح القائم
على حائط من الوهم. ومع ذلك فإن هذا التشبيه المجازي
للحياة بأنها رحلة دائمة، باتجاه هدف نبيل، أمر لا يجب
التخلي عنه. لمجرد أن وجهتك لم تكن واضحة، ولأن
الوصول إلى الهدف لم يكن - ومن قال أنه سيكون - أمرا
سهلا.
قوة مكة
هل أنت إنسان عصامي تستمد آل قوتك ودوافعك في الحياة
من ذاتك؟ أم تستمد تلك القوة ممن يحيطون بك؟ أم أن هناك
قوة غير منظورة تمدك بطاقة روحانية خلاقة تتجاوز حدود
المألوف وتضعك في رحاب المطلق؟
أعظم من عرفهم التاريخ من الرجال والنساء آانوا يستمدون
قوتهم من قوة أآبر، قوة غير منظورة تتجاوز في إيحاءاتها
وعظمتها قدرات الجنس البشري. وآانت الرسالات
السماوية وما زالت مصدرا للإلهام والتنوير في شتى
العصور.
لقد تم استنباط عنوان هذا الكتاب،
والقبلة التي يجب أن نتوجه إليها
جميعا، من أحد هذه الأديان
العظيمة. هذا الاستنباط لا يعني
أنني أقلل من شأن الأديان
الأخرى، ولكنه يعني أنه يمكن
استلهام تعاليم ومعاني هذه الرسالة
السماوية لانتشال الناس، من آل
العقائد والأجناس، من غفلتهم، لا
سيما هؤلاء الذين يجاهدون في
سبيل البحث عن بعد روحي
يرتكزون إليه، فتطمئن قلوبهم عبر
رحلتهم في هذا العالم.
لقد آانت مكة المكرمة عبر
القرون، وهي المدينة التي ولد فيها
نبي الإسلام محمد (صلى الله عليه
وسلم) وفيها الكعبة المشرفة، آانت
مدينة متعددة المعاني، ومصدرا
للوحي والإلهام. التقط أي معجم
في مكتبتك، وستجد في آل منها
معنى جديدا لمكة:
بلوغ أعلى مراتب السعادة ..
تحقيق أهداف الحياة السامية ..
المكان الرائع الذي تحب أن تكون
فيه .. مرآز لنشاط خلاق يبتغيه
أناس يجمعهم هدف مشترك .. أي
مكان تهفو قلوب الناس إلى زيارته
حوار بين التغيير والاستقرار
* معظم الناس يفضلون الاستقرار على
التغيير.
* لكن التغيير سيستمر في التسارع، فارضا
مزيدا من التأثير على حياة الناس.
* التأثير المتزايد سيلغي الطرق التقليدية
المؤدية إلى تحقيق الذات.
* تحقيق الذات سيكون من نصيب أولئك
الراغبين في اتخاذ قرارات رشيدة في
الحياة.
* القرارات الرشيدة تعني تطوير خطة فعالة
لإدارة الذات.
* الخطة الفعالة يجب أن تكون مكتوبة،
ومستخدمة (منتهجة) ومرنة، وتستحق
مساندة الآخرين.
* مساندة الآخرين لنا تعتمد على جودة وقوة
علاقاتنا بهم.
* العلاقات توطد وتنمو بترسيخ قيمنا السامية
في الحياة.
* القيم السامية تزيد من قدرتنا على إدارة
التغيير المستمر.
* الإدارة الفعالة للتغيير تخلق لدينا شعورا
بالاستقرار الدائم.
السنة الخامسة – العدد الثامن (أبريل ١٩٩٧ ) خلاصات آتب المدير ورجل الأعمال
3
أو دخوله.
هذه هي المعاني اللغوية لكلمة (مكة). فإذا انسقنا وراء
التشبيه المجازي للحياة، واعتبرنا الحياة رحلة، يكون لمكة
معنى آخر. بالنسبة للمسلمين، فإن مكة هي المكان الآمن
الذي يتوجهون إليه في رحلة الحج آل عام. بالنسبة لهؤلاء،
فإن الحج رحلة عظيمة، قد لا تحدث إلا مرة واحدة في
العمر. فإذا آان الحجاج المسلمون يتوجهون إلى مكة لأنها
أآثر مكان على وجه الأرض يحقق لهم الإشباع الروحي،
فإنه يمكنك التوجه إلى مكة بصفتها أآثر مكان في الأرض
يمكن أن يحقق لك الإشباع النفسي والطمأنينة الداخلية، وأنت
تشق طريقك في رحلة الحياة. وهذا نابع من أهمية مكة
آنقطة ترآيز في الحياة، بصفتها قبلة ووجهة للعالمين:
"
. "
)
.(
تحولاتك
"من خلال فهمك للسياق الاجتماعي والتاريخي
والاقتصادي وللعالم الذي تعيش فيه، ومن خلال طرحك
للأسئلة الصحيحة، تستطيع فقط أن تصل إلى أفضل
الإجابات."
آل شيء نفعله في الحياة، نفعله في سياق حضاري لا مفر
منه. فنحن نتأثر بالبيئة المحيطة بنا في آل قرار نتخذه،
سواء آان صوابا أو خطأ. هذا السياق يحيط بكل تجربة
نعيشها، سواء آانت سلبية أو إيجابية. وهذا السياق البيئي
هو الذي يلقي أضواء المعاني على آل ما يترتب على
قراراتنا وتجاربنا من نتائج. وهو الذي يعطي معنى للنتائج
المترتبة على قراراتنا و تجاربنا، سواء آان هذا المعنى
مقبولا أو مرفوضا.
* فهل تعتقد أن ظروف الحياة آانت أفضل وأن العالم آان
أآثر بساطة قبل خمسين أو مائة عام من الآن؟
* هل تظن أنك لم تكن لتجيب إلا على عدد قليل من الأسئلة
المحيرة، لأنك لم تكن لتواجه إلا عددا قليلا من الخيارات
المتاحة أمامك لو عشت في الماضي؟
* وهل تظن أنك ستكون أآثر سعادة لو عشت في الماضي،
لأن العالم آان أآثر بساطة؟
* هل تستطيع أن تتعامل مع تعقيدات عالمنا المعاصر و
تستمتع بحياة عامرة بالعطاء في نفس الوقت؟
* إذا آنت مثل الكثيرين اليوم، تسعى لتحقيق الثراء السريع
والإشباع المادي، ألا ترى أنك ستكون أآثر سعادة لو حاولت
اآتشاف نعمة الإشباع الروحي، وفوائد إنكار الذات؟
* إلى أي مدى تشعر بأنك قد ضللت الطريق حتى هذه
المرحلة من حياتك، وهل تشعر بحاجة ملحة للبحث عن
اتجاه جديد لحياتك؟
الهدف من طرح الأسئلة السابقة، هو التأآيد على أن فهمك
للسياق الخارجي والظروف المحيطة برحلتك في الحياة، لا
تكفي وحدها لبناء حياة ناجحة. فكل منا بحاجة إلى ترسيخ
سياق مواز أو مكمل، هو السياق الداخلي في نفس آل منا.
يتمثل هذا السياق في البيئة السلوآية والخصائص النفسية
القوية التي تساعدنا على اجتياز العقبات التي تعترض
طريقنا بفعل تأثير الظروف الخارجية.
ثلاثة أسئلة ضرورية لفهم سياقك العام
يمكن تلخيص وتحديد أسس السياق السلوآي الداخلي في
ثلاث آلمات بسيطة هي: الإرادة، والوسيلة، والعمل:
* الإرادة هي الرغبة الجامحة في
النجاح.
* والوسيلة هي طريقة تحقيق تلك
الرغبة.
* والعمل هو تنفيذ تلك الرغبة على
أرض الواقع.
ويمكن إبراز أهمية هذه الكلمات
الثلاث من خلال ثلاثة أسئلة حاسمة
هي:
١ - ماذا تريد من هذه الحياة؟
السير في الحياة بدون هدف، يشبه الإبحار في المحيط دون
أن تحدد إلى أين تتجه. الناجحون تحدوهم دائما أحلام آبيرة.
أما الفاشلون فتحدوهم خيالات و أوهام آبيرة. فما هو
الفرق؟ الوهم الكبير هو تخيل تحقيق ما تريد دون الاهتمام
بالطرق المؤدية إلى ما تريد والعمل المطلوب لتحقيق ذلك.
أما الحلم الكبير فلا يقتصر على تصور ما تريد، بل يتصور
أيضا وسيلة تحقيقه، أي آل ما هو من مطلوب من عمل
للوصول إلى الهدف.
٢ - ما هي أفضل طريقة للوصول إلى
الهدف؟
بعد أن تحدد ما تريد، لا بد من تحديد الوسيلة التي ستوصلك
إلى هدفك. تخيل أنك تقود سيارة سباق حديثة ونفاثة في
طرق وعرة. لكنك لا تملك الخبرة الكافية في سباقات
المسافات الطويلة. بينما يقود منافسوك محترفو السباقات
الطويلة، سيارات قديمة. هل تظن أنك ستفوز؟ أنت تستطيع
أن تزيد سرعة السيارة بسهولة، ولكنك لن تستطيع التحكم
والتعامل مع المنعطفات الخطرة بدون خبرة. وهذا يعني أن
هناك مجهودا يجب أن تبذله قبل الدخول في السباق. هذا
المجهود والتدريب هو المهارة والخبرة اللازمة لتحقيق
الهدف.
٣ - هل أنت مستعد وقادر على أداء
المجهود؟
لكي نعيش حياتنا بأجمل
صورها وأبهى معانيها،
علينا أن نبدأ بفهم العالم
من حولنا، ثم نعمل على
تغييره إلى الأفضل
( خلاصات آتب المدير ورجل الأعمال السنة الخامسة – العدد الثامن (أبريل ١٩٩٧
٤
هل ترآض وراء سراب زائل، فتحاول اقتناص فرص عابرة
وسريعة، لتصبح غنيا بين عشية وضحاها دون أن تعمل
بجد؟ ما لم تكن محظوظا فترث ثروة طائلة، فإن الطريق
الذي سيأخذك إلى بغيتك، يتطلب مجهودا خارقا وعملا شاقا.
فإذا وجدت الطريق الصحيح للنجاح وتحقيق الأهداف، فهل
ستبذل قصارى جهدك في مسيرة حياتك لتبقى على الطريق
الصحيح؟ وإذا لم تجد الوسيلة المناسبة لتحقيق الهدف، فهل
ستحاول تغيير الطريق وبذل المزيد من الجهد والعرق على
طريقك الجديد؟
الكلمات الثلاث السابقة: الإرادة و الوسيلة و العمل، تشكل
جوهر نظامك السلوآي الداخلي. ويمكنك تعزيز هذه
الكلمات بثلاثة عناصر تمثل أبجديات
النجاح من خلال هذه الكلمات. هذه
العناصر هي:
الموقف: موقفك من الإرادة و
الوسيلة والعمل هو السلوك الذي يقودك
إلى تحقيق أو عدم تحقيق أحلامك.
فكلما آان موقفك إيجابيا، آلما آنت
أآثر عطاء وقدرة على البذل.
الإيمان: لكي تنجح يجب أن تثق
بنفسك وتؤمن بغاياتك. وعندما تسلح
نفسك بالموقف الإيجابي والإيمان
الراسخ، تصبح مستعدا ل..
الالتزام: آلما اتسعت أحلامك، زاد التزامك. بالالتزام
المطلق، يمكنك أن تتأآد أنك تستطيع تحقيق آل ما هو واقعي
وقابل للتحقيق. وبدون هذا الالتزام، ستجد نفسك مضطرا
للتراجع عندما تصادف أول عقبة، وسترآن إلى أحلام
متواضعة، هي أحلام الضعفاء، وستتخلى عن توقعاتك
الكبيرة من الحياة، وتكتفي بأهداف المحبطين.
اختياراتك واستجاباتك للعوامل الخارجية، وآيف ستتغير
وتمكن نفسك من خلال العوامل الداخلية، يمكن تحديدها من
خلال إجاباتك على الأسئلة التالية:
خمسة أسئلة لا بد منها
بغض النظر عن الصعوبات التي تعترض طريقك، وعن
مدى تعقيد مشكلاتك، وبغض النظر عن مدى التردي
والإحباط الذي تعيشه، وسواء آنت قريبا من تحقيق أهدافك
لتهنأ بالسعادة التي تطلبها، فإنه يمكنك النجاح في رحلة
الحياة وتحقيق الذات إذا ما وجدت الإجابات الجوهرية
والصحيحة على الأسئلة التالية:
الأسئلة الخمسة التالية هي العناصر المكونة لعملية متكاملة
تستهدف النجاح في الحياة، سنطلق عليها (الاتجاه إلى مكة
وهذه العملية صعبة في الواقع، ولكن .(Meccanization
محاولة العيش بسعادة وتحقيق النجاح بدونها أمر أآثر
صعوبة. وعلى العموم، هناك دائما نوعان من الناس: أناس
يديرون حياتهم، وآخرون تديرهم الحياة. اصحاب النوع
الأوَل يتحكمون في الظروف ويحددون مستقبلهم، والآخرون
تتحكم فيهم الظروف ويستسلمون للواقع. وعليك أن تختار
بين أن تتجه إلى مكة، أو إلى (هادس جلش) ومعناها
(الجحيم)، أو أن تعيش حياة الكفاف والتوتر، في المدن
الثلاثة الأخرى.
السؤال الأول: أين أنت الآن .. وأين تريد أن
تكون؟
هذا هو السؤال التقليدي الذي يطرح في آل عملية تخطيط.
سواء آنت تخطط لحياتك، أو لتطوير استراتيجية فعالة
لأعمالك، فإن الإجابة الواضحة على هذا السؤال ضرورية
للتعرف على بيئتك الحالية (الخارجية والداخلية) آما هي
الآن، وعلى بيئتك المستقبلية التي تطمح
إليها.
فلكل منا وجهته في الحياة، ومهمة
تحديد أين نحن الآن أسهل آثيرا من
تحديد الاتجاه الذي نريد أن نقصده.
ولكن من المؤآد أن تحديد موقعنا
الحالي على خريطة الحياة، وتحديد
اتجاهنا من الآن فصاعدا، أفضل آثيرا
من الإجابة فقط على واحد من السؤالين:
أين نحن؟ وإلى أين نسير؟
خمس مدن وخمسة مسافرين
رحلتنا في الحياة تمر عبر خمس مدن. وعلينا أن نقرر في
أي من تلك المدن سنقيم. المدن الخمس تعكس خمس
شخصيات متفاوتة، وهي تعبير عن خمسة أنماط من السلوك
الإنساني تتفاوت بين الإيجابية المطلقة، والسلبية المطلقة.
وسنبدأ بأدنى هذه المدن مرتبة في سلم النجاح، حتى نصل
إلى القمة أو إلى (مكة):
هادس جلش أو الجحيم (مدينة القنوط)
هذه هي مدينة البؤس والتعاسة والإحباط والمعاناة. حيث لا
أمل ولا نجاة. من يسيرون في هذا الاتجاه يعتقدون أن الحياة
صعبة، وأن العالم لا يرحم. وهذه في الواقع هي نظرتهم
للحياة، مع أن الحقيقة تتنافى مع نظرتهم تماما. عندما ينجز
أحد المقيمين في (الجحيم) عملا يستحق الإشادة، فإنه يعتبره
مجرد مصادفة أو ضربة حظ. فكل الأيام والأعمال لدى
سكان (هادس جلش) سيئة، حتى ما يكون منها جميلا ورائعا.
يقول برنارد شو: "السر في إحساسنا بالتعاسة، أننا نقضي
أجمل أوقاتنا في السؤال: هل نحن سعداء أم لا." فأآثر
الجوانب مأساوية في هذه الشخصية هو أن حياتها تنتهي عند
هذا الحد.
الإنكار وإلقاء اللوم على الآخرين من أبرز صفات المقيمين
في الجحيم. صاحب هذه الشخصية يقول: "المشكلة ليس
في، بل إن العالم أسود ومريض ولا فائدة من المحاولة. أما
الصفة الثانية فهي حاجة هذه الشخصية للعون والمساعدة.
هناك من يدرآون هذه الحقيقة، ويقبلون الأيدي الممدودة لهم،
وهناك من يرفضون حتى قبول المساعدة، إمعانا منهم في
اليأس وتعذيب الذات.
"إذا لم تكن تعرف
إلى أي ميناء تتجه،
فكل الرياح غير
مواتية."
"سينيكا"
السنة الخامسة – العدد الثامن (أبريل ١٩٩٧ ) خلاصات آتب المدير ورجل الأعمال
5
إذا آنت تعيش في (هادس جلش) وقررت أن تغادرها إلى
غير رجعة، فإلى أين أنت ذاهب؟ هل ستعود إلى الوراء، أم
ستتقدم إلى مدينة أخرى، حيث تبدأ تتلمس جمال الحياة
وتراها على حقيقتها، حيث يبزغ فجر جديد.
بورجاتوريا أو البرزخ (مدينة القلق)
هذه هي مدينة القلق، حيث الحد الفاصل بين السعادة والشقاء،
وبين اليأس والأمل. هذه المدينة لا تخلو أيضا من الألم
والمعاناة، فهي ليست بعيدة عن (الجحيم)، ولكنها تختلف
عنها في خمسة أشياء:
١ - إذا آنت تعيش في (البرزخ) فأنت ترى بصيصا من
الأمل يلوح من بعيد، أما في (الجحيم) فإن الأمل غير
موجود، وإن وجد، فلا أحد يراه.
٢ - في (بورجاتوريا) أنت تحاول وتجرب وترغب في
العمل، وتعرف معناه. ولا تنتظر أن تهبط عليك ثروة من
السماء، أو أن تملك مصباح علاء الدين السحري.
٣ - لأنك تملك بصيصا من الأمل، فإنك تعتبر إقامتك في
(بورجاتوريا) مؤقتة. أما أصحاب الجحيم فإنهم ينتقلون من
سيئ إلى أسوأ على الدوام.
٤ - قد يرجع سبب وجودك في
(البرزخ) أو الحد الفاصل بين
السعادة والبؤس، أنك اتخذت قرارا
خاطئا في حياتك، لكنك تعرف ذلك
القرار وتدرك حجم الخطأ الذي
اقترفته. ولكن من يقيم في (الجحيم)
يتصرف بدون وعي، حتى أنه لا
يدرك أحيانا أنه في (هادس جلش).
٥ - إذا فجعت بفقد شخص تحبه، أو
فقدت وظيفتك، أو تعرضت لحادث،
فإنك ستجد نفسك لفترة من الزمن في
الجحيم. ولكن سرعان ما تتماسك
وتبدأ بالتحرك إلى أعلى باتجاه
(البرزخ).
الحياة في (بورجاتوريا) تواجه آلا منا في مرحلة من مراحل
حياتنا؛ تواجهنا آطلاب علم ونحن نسهر الليالي الطوال بحثا
عن العلا والتفوق، و تواجه أبطال الألعاب الرياضية وهم
يقضون الساعات الطوال في التدريب والإعداد للفوز
بالذهب، وتواجه الجنود وهم في خط النار أو وهم في الأسر،
وتواجه رجل الأعمال وهو يعاني من خسائره الفادحة في
إحدى الصفقات قبل أن يعيد الكرة ويعوضها، وتواجه الأمم
والشعوب وهي تعاني من الكوارث والحروب. ولكن الإقامة
فيها تكون دائما مؤقتة. وسرعان ما نخرج منها أآثر قوة
وتصميما على النجاح.
ماليزيا (مدينة الوسطية)
ليس المقصود بها دولة ماليزيا، بل هي مأخوذة من الكلمة
وقد اخترتها لوصف هذه الحالة .Malaise الإنجليزية
مستلهما مقولة الرئيس الأمريكي الأسبق "جيمي آارتر"
عندما قال: "إن أآبر مشكلتين تواجهان أمريكا في هذه
المرحلة هما: مشكلة الطاقة ومشكلة الكسل." وآان في
الواقع يشير إلى انخفاض ضعف الأداء و انهيار القيم
وتراجع الأخلاق والتمزق الاجتماعي.
هذه هي مدينة الثبات والأحلام المتواضعة والطموح المقتول
والنفوس المستكينة والعقول الخاملة والحرآة البطيئة والعيش
الكفاف والدوران في حلقة مفرغة. صاحب الشخصية
الماليزية يعاني من مرض مزمن، لكن آلامه محتملة إلى
درجة تجعله يقبل الألم ويتعايش معه.
الناس في ماليزيا يشترون أجهزة التلفزيون ويجلسون أمامها
لساعات طويلة. يشترون الفرش الوثيرة ويسترخون عليها
لأطول وقت ممكن، وآثيرا ما يشترونها بالتقسيط المريح
المتعب. وهم يشترون الأسبرين و يتعاطون المسكنات
وأحيانا المخدرات لقتل الآلام المحتملة.
الماليزيون يعانون البطالة، رغم أن فرص العمل متوفرة.
يذهب الناس إلى العمل ويعودون للنوم والاسترخاء،
ويقضون بقية النهار يتسكعون في الشوارع أو في المقاهي.
وعندما يشاهدون التلفزيون يفضلون الأفلام الساذجة التي
تثير المتعة وتفتقد الفائدة. فهم لا يحبون التفكير العميق،
رغم أنهم قادرون عليه.
ماليزيا تملك الكثير من الموارد، ولا
تستغلها. هي تعيش على ما تجود به
السماء، وعلى الموارد الطبيعية التي
اآتشفها الأجداد، أو البنى التحتية التي تم
تأسيسها بمساعدات خارجية. ولكن
على العكس من الجحيم أو البرزخ، فإن
قلة من سكان ماليزيا يعملون بجد.
وهناك فرص آبيرة ولكنها غير مستغلة.
فالناس يفضلون الغداء المجاني أو
الرآوب المجاني. وعندما يزدهر
السوق لأي سبب آان، فإن الماليزيين
يعملون بطريقة (خبطة العمر)، فرصة
واحدة وآفى، ويحاولون الحصول على
الكثير مقابل القليل.
في ماليزيا تسود الوساطة، والعلاقات الشخصية، ويحاول
الناس دائما الوصول إلى النتائج من أسهل الطرق، وليس
أقصرها بالضرورة. وعندما يواجهون مشكلة، يجهدون
أنفسهم في الالتفاف حولها، بدلا من محاولة حلها. ولذلك فإن
التسويف وتأجيل عمل اليوم إلى الغد هو أبرز سمات
الشخصية الماليزية.
من الناحية الجغرافية، تقع ماليزيا في منتصف المسافة بين
الجحيم ومكة، ومن الناحية السلوآية، فلا أحد يجاري
الماليزي في الوسطية والعيش في المنطقة الرمادية. يقول
"جون ماسون" في آتابه (عدو اسمه المتوسط): "الوسطية
دولة يحدها من الشمال اللاسلم واللاحرب، ومن الجنوب
اللاقرار، ومن الشرق البكاء على الأطلال، ومن الغرب
الرؤية الضبابية."
والسؤال الأخير هو: هل يحظى صاحب الشخصية الماليزية
المستكينة بأي طموح أو يتعلق بأي أمل في المستقبل.؟
حوار ماليزي
قال الضيف لمضيفه الماليزي: "الماء
يتسرب من السطح. لماذا لا تصلح
السقف؟."
رد المضيف: "آيف أصلحه والمطر
منهمر!؟"
قال الضيف: "لماذا لا تصلحه عندما يتوقف
المطر؟"
قال المضيف: "عندما يتوقف المطر، لا
يتسرب الماء."
( خلاصات آتب المدير ورجل الأعمال السنة الخامسة – العدد الثامن (أبريل ١٩٩٧
٦
الإجابة بالتأآيد نعم. ولكن المسألة مسألة حظ، فربما يموت
خاله فجأة ويرثه، أو يفوز بإحدى جوائز اليانصيب في
مسابقة أو بدون مسابقة. فأي واحدة من هذه الاستراتيجيات
الحالمة يمكن أن تنقله دفعة واحدة، إلى المدينة الرابعة، إلى:
آاليفورنيا (مدينة الوفرة)
هؤلاء الذين يعبرون الطريق السريع القادم من بورجاتوريا
عبر ماليزيا، يجدون أمامهم مفترق طرق يؤدي إلى مدينتين
مختلفتين. الأول يؤدي إلى مكة، والثاني إلى آاليفورنيا. من
يترددون بشأن أي طريق يسلكون، يمكثون في ماليزيا، ومن
يتجهون إلى اليمين يصلون إلى مكة، ومن يتجهون يسارا
يذهبون إلى مدينة الثراء المادي، والمظاهر الخادعة
(آاليفورنيا).
آاليفورنيا هي مدينة الحضارة المادية والنجاح المظهري،
حيث الجاه وسطوة المال، وقلة العيال، وندرة السؤال، وحيث
الترف الجسدي والفقر الروحي.
آل من يسيرون على طريق الحياة السريع، هم في طريق
إلى مدينة الوفرة. وعندما يصلون، يجدون أمامهم إشارات
الطريق اللامعة، والشوارع النظيفة التي تعج بالسيارات
الفارهة والأندية الخاصة التي لا يدخلها إلا علية القوم
وصفوة المجتمع، أو هكذا يطلقون على أنفسهم.
شخصية الوفرة الثرية تهتم بالألقاب، هي التي تصنعها
وتطلقها على نفسها. هذه الشخصية تنام في النهار وتعمل
في الليل، وتقضي وقتها في حفلات الكوآتيل الصاخبة.
وعندما تحاور أو تناور أو تتصل بالآخرين، فلا تعرف غير
النفاق ونهم العشاق واحمرار الأحداق من آثرة الشراب
ووفرة الإغراق وغباء الإنفاق.
مدينة الوفرة لا تختلف آثيرا عن الجحيم. لكن جدرانها
مطلية بالذهب، وشوارعها مفروشة بالسجاد العجمي،
وأسرتها مغطاة بالحرير. وعندما يفقد سكان آاليفورنيا
ثروتهم، فإنهم يعودون أدراجهم دفعة واحدة إلى الجحيم. لأن
ثراءهم مادي، وسعادتهم مصطنعة، وألقابهم مفتعلة، وغايتهم
هي متاع الغرور وعرض الدنيا الزائل.
في آاليفورنيا يكثر المحامون، ومندوبو شرآات التأمين،
ومحلات السوبرمارآت المفتوحة أربعا وعشرين ساعة.
فيها ما لذ وطاب، لمن يدفع ولا يسأل، ولمن يأخذ ولا يعطي،
ولمن يأآل ولا يشبع. تتغير فيها العلاقات آل يوم، فلا
تعرف معنى للصداقة، ولا تأبه بالعراقة، ولا تعمل إلا
بالبطاقة: بطاقة الائتمان، وبطاقة عضوية نادي الكبار،
وبطاقة دخول صالة آبار الزوار، وبطاقة الصرف الآلي ليل
نهار.
هناك حي راق في آاليفورنيا (وهو حي حقيقي موجود
بالفعل)، تنتهي آل أربع زيجات فيه، بخمس حالات طلاق.
أي أن عدد المطلقين فيه يزيد عن عدد من يتزوجون بنسبة
٢٥ %. فهل هذا معقول إحصائيا!؟. نعم. والسبب أن بعض
سكان هذا الحي يطلقون مرتين وثلاثا وأربع مرات. وهكذا
فإنه لا يمكن قياس متوسط استمرار الزواج إحصائيا. فهذا
المتوسط غير موجود بالفعل.
معظم من يغادرون آاليفورنيا يتجهون مباشرة إلى (الجحيم)
وهم من يسلكون طريق الجنوب في أوقات الرآود
الاقتصادي وفي الأزمات. وهم إنما يفعلون ذلك مرغمين،
حين ترتفع معدلات الجريمة وتتفاقم معدلات الانتحار. أما
الطريق المتجه من مدينة الوفرة شمالا، فلا يسلكه إلا القلة.
وهؤلاء يختارون طريقهم إلى القمة بمحض إرادتهم. وهذا
الطريق الذي لا يسلكه إلا من رحم ربك، هو ما يصفه
The Road Less Traveled المؤلف (سكوت بيك) في آتابه
(الطريق غير المطروق: سيكولوجية جديدة للحب والقيم
السامية والثراء الروحي). وهذا الطريق بهذا المعنى، يؤدي
بالتأآيد إلى المدينة الفاضلة، إلى:
مكة المكرمة (مدينة الفضل الإلهي)
مكة، مدينة السلام والطمأنينة والثراء الروحي ومتعة العيش
ببساطة، والإعراض عن الماديات، وحب الناس، والنجاح
بأي مقياس.
مقارنة بين الشخصية المكية (سكان المدينة الفاضلة) و بين الشخصية المادية
( سكان مدينة الوفرة)
الناس في آاليفورنيا الناس في مكة
يهتمون بأنفسهم
يتفاخرون بنجاحهم
يحبون الأشياء ويستخدمون الناس
يقودون بالسلطة والنفوذ والمال
يعطون ويمنون من أجل التباهي والتميز
قلقون بشأن المكانة الاجتماعية
يثقون بالحقائق ويؤمنون بالأرقام
علاقاتهم قائمة على المصالح
يعتزون بمظهرهم
يأخذون إجازاتهم ليرتاحوا
يؤمنون بالموت بعد الحياة
يهتمون بالآخرين
متواضعون وطيبون
يحبون الناس ويستخدمون الأشياء
يقودون بالمثل الصالح والقدوة الحسنة
يعطون من أجل متعة العطاء
ينعمون براحة الضمير
يثقون في الخالق ويؤمنون بالغيب
يبتغون علاقات إنسانية مجردة
يعتدون بأنفسهم
يأخذون إجازاتهم ليعيشوا
يؤمنون بالحياة بعد الموت
السنة الخامسة – العدد الثامن (أبريل ١٩٩٧ ) خلاصات آتب المدير ورجل الأعمال
7
فإذا آنت تظن أن الناس الأقوياء الأشداء، ذوي السلطة
والجاه يعيشون في مدينة الوفرة، فكر ثانية. صحيح إن
إمارات السطوة والقوة موجودة في آاليفورنيا في آل مكان،
ولكن المفقود أآثر من الموجود. بالإضافة إلى افتقاد فضيلة
التواضع والطمأنينة، لأن أآثر ما يفتقده سكان آاليفورنيا هو
القناعة.
مكة هي مدينة الفرح، والمتعة الروحية والإشباع النفسي.
فهي مدينة مشرعة الأبواب في آل الاتجاهات. لا يحتاج
دخولها إلى بطاقات خاصة، ولا إلى مكانة اجتماعية
مرموقة. يدخلها الصغير والكبير، والغني والفقير، والقائد
والغفير. فالمواطنة فيها هدية من الخالق، تمنح لكل من يريد
أن يعيش بهدوء وسكينة، ومع ذلك لا ينتمي إليها إلا قلة من
الناس، أولئك الذي أدرآوا المعنى الحقيقي للسعادة،
والمصدر الحقيقي للقوة.
واحد من الكتب الرائعة التي صدرت مؤخرا في أمريكا
عنوانه: (مجتمع يأخذ فيه الفائز آل شيء). هذا هو مجتمع
آاليفورنيا، حيث التميز الظاهري والكسب المادي هدف
الجميع. وحيث لا وجود للتسامح أو المودة، ولا غفران
للأخطاء مهما صغرت أو ندرت. فهل يعني هذا أن المكيين
ضعفاء وغير ناجحين؟ أبدا. المكيون أآثر قدرة من غيرهم
على حل المشكلات، سواء آانت هذه المشكلات تخصهم، أو
تخص الآخرين. فهم متوادون، ومتراحمون، ومتآزرون،
آالبنيان المرصوص، يشد بعضه بعضا.
المكيون لا يعيشون في قلق، ولا يحتاجون إلى برامج خاصة
لإدارة الضغوط، برامج من قبيل: (دع القلق وابدأ الحياة).
فهم مؤمنون، لا تهن من عزائمهم الصعاب. فعندما تكون
في مكة، ستقبل على الحياة بدون تأمين وبلا ضمانات،
وسوف تتخطى ما يعترضك من مشكلات بروح العزيمة
والثقة والإيمان.
في مدينة الوفرة، نجد بعض الناس يعرفون طعم السعادة.
لكن على العكس من المكيين، فإن سعادتهم ناتجة عن عوامل
خارجية، فإذا زال المسبب الخارجي، زالت النتيجة. وعندما
يغرفون من بحور الترف والملذات والسعادة الخارجية،
يملون آل الأشياء الجميلة من حولهم. فهم لا يقنعون ولا
(استقصاء)
هل أنت منتصر أم ضحية؟
فيما يلي خمس مجموعات من العبارات، تضم آل مجموعة عبارتين متلازمين. اقرأ آل عبارتين بحرص ثم ضع دائرة حول
أحد الأرقام. إذا رأيت أن العبارة الأولى الموجودة فوق الأرقام تنطبق عليك تماما، ضع دائرة حول الرقم ( ٥)، وإذا آانت تنطبق
عليك إلى حد ما، ضع دائرة حول الرقم ( ٤). بالمقابل، إذا آانت العبارة الثانية الموجودة تحت الأرقام تنطبق عليك تماما، ضع
دائرة حول الرقم ( ١)، وإذا آانت تنطبق عليك إلى حد ما، ضع الدائرة حول الرقم ( ٢). ضع دائرة حول الرقم ( ٣) إذا آانت
العبارتان تنطبقان عليك بالتساوي.
-------------------------------------------------------
لدي القدرة على تغيير حياتي وإعادة تشكيلها، وأنا وحدي المسئول عن وضع حياتي الراهنة.
١ ٢ ٣ ٤ ٥
أنا تحت رحمة الظروف التي تتجاوز إمكاناتي وأشعر بعدم القدرة على تغيير حياتي.
-------------------------------------------------------
دائما أعترف بأخطائي وأعمل جاهدا على التعلم منها.
١ ٢ ٣ ٤ ٥
أستطيع دائما التنصل من أخطائي؛ ويمكنني إثبات أنها ليست أخطاء تستحق الذآر.
-------------------------------------------------------
أعتز بنجاح زملائي، حتى أولئك الذين لا يتمتعون بما أتمتع به من قدرات ولا يعملون بنفس الكفاءة التي أعمل بها.
١ ٢ ٣ ٤ ٥
أرى أن الآخرين يتقدمون بفعل الحظ أو المصادفة، ولا أحب أن يتفوق علي أحد، لا سيما إذا لم يكونوا بمستوى آفاءتي
ومؤهلاتي.
-------------------------------------------------------
مهما ساءت الظروف، فإنني أبقى أملك القدرة على الصمود والاستمرار، حتى أحقق النتائج التي أتطلع إليها في حياتي.
١ ٢ ٣ ٤ ٥
لا فائدة من ملاحقة المستحيل والاصطدام بالواقع؛ أحيانا أجد من الأفضل أن أريح نفسي وأقتنع بما حققته في حياتي حتى الآن.
-------------------------------------------------------
لقد تحقق لي النجاح بسبب ما لقيته من دعم الآخرين، وبسبب توفيق الله الذي ينفحني بقوة خفية تتجاوز قدراتي الشخصية.
١ ٢ ٣ ٤ ٥
أستطيع أن أصل إلى ما أريد بغض النظر عن دور الآخرين؛ وعندما أنجح فإن هذا يتم بفعل ذآائي ومجهودي، وليس لأحد فضل
في ذلك.
-------------------------------------------------------
( ملاحظة:( انظر نتائج تحليل الاستقصاء-صفحة ٨
( خلاصات آتب المدير ورجل الأعمال السنة الخامسة – العدد الثامن (أبريل ١٩٩٧
٨
يشبعون.
السؤال الثاني: من تختار أن تكون؟
هذا هو أصعب سؤال على الإطلاق. معظم الناس يستهلكون
حياتهم دون أن يستطيعوا تقديم إجابة شافية. آل منا يملك
الإرادة الكافية لتعريف نفسه بشجاعة تمكنه من الوصول إلى
هدفه المحدد في السؤال الأول. وآل منا يستطيع تغيير أنماط
تفكيره بحيث يلعب دور الفائز بدلا من دور الضحية،
ولتحديد إلى أي مدى يريد أن يذهب في ملاحقة أحلامه
الواقعية. هذا السؤال صعب، لأنه يضعك في مواجهة مع
نفسك. فمن أنت حقا.؟
* أنت ما نشأت عليه:
هنا تلعب الجينات الوراثية والتنشئة الاجتماعية دورها في
تحديد شخصيتك. فقد تكونت شخصيتك تدريجيا وتأسست
سلوآيا من خلال الواقع الذي عشته، وفي ظل ظروف لم
تكن مسئولا عنها. المحزن هو أن النجاح في الحياة قد
يتوقف، وإلى حد آبير، على مستوى التنشئة العامة التي
تلقيتها. لكن المفرح هو أنك تستطيع تغيير شخصيتك لتكون
الإنسان الذي تريده بالفعل. صحيح أنك لن تستطيع تغيير
ماضيك، ولكن يمكنك تغيير مستقبلك من خلال ما تفعله
اليوم.
* عاداتك تعبر عن شخصيتك:
التدخين عادة، وآذلك ممارسة الرياضة والأآل بطريقة
صحيحة، وأيضا الجلوس أمام التلفزيون لساعات طويلة دون
هدف.
هل تتأخر دائما عن الحضور إلى العمل، أم تصل في الوقت
المحدد؟ هل ترمي أوراقك في أآوام مبعثرة، أم تضعها في
ملفات منظمة لتسترجعها متى تشاء؟ هل تنهي مشروعاتك
في الوقت المناسب أم ترجئها حتى اللحظة الأخيرة؟ هل
تثني على العاملين معك، أم تنتقدهم دائما، أم تلتزم الصمت
حيال إنجازاتهم؟.
النجاح عادة، وآذلك هو الفشل. المشكلة هنا هي أن العادات
السيئة عصية على التغيير. أما العادات الحسنة فهي تتغير
تلقائيا إلى الأحسن. والمهم هو أن شخصيتك تحدد عاداتك،
وعاداتك تؤدي بك إلى النقطة التالية، والتي يمكن أن
تساعدك في الإجابة على السؤال الثاني.
* أنت ما تعتقد أنه مهم:
ما الذي يدفعك إلى تغيير شخصيتك؟ ولماذا تحاول تغيير
عاداتك؟ هذه القرارات تتم بطريقة واعية أو غير واعية
مدفوعة بما تعتبره مهما في حياتك. فما هي الأشياء المهمة
في حياتك؟ ما الذي تضعه على قمة أولوياتك؟
إذا آتبت قائمة بكل الأشياء الهامة في حياتك، فسوف تجدها
موزعة إلى ثلاث مجموعات هي: الثروة المادية، والعمل،
والعلاقات. عملية تعريف الذات هذه، ستشكل جوهر إجابتك
عن السؤال الثاني: من تريد أن تكون في رحلة الحياة؟
لكي نسهل عليك الاختيار، نقدم لك خمسة اختيارات تقليدية
تساعدك على إدراك الأبعاد الحقيقية لنفسك البشرية:
١ - هل تختار أن تكون المنتصر أم المنكسر؟.
بمعنى: هل تريد أن تلعب دور الغالب أم المغلوب؟. آل منا
يتراءى له في وقت ما أنه ضحية الظروف. ولكن عندما
تشير بسبابتك موجها اتهاماتك للآخرين، فإن بقية أصابعك
ستشير إليك.
٢ - آيف تريد أن تفكر؟
التفكير وظيفة اختيارية، حيث أن تجاربنا السلوآية وليدة
أفكارنا الذاتية. ولأننا نكون آما نفكر، فإن معاناتنا تنتج عن
أفكارنا السلبية، وتنتج سعادتنا عن أفكارنا الإيجابية. فقد لا
تكون تعيسا آما تظن، ولكنك فقط تظن أنك آذلك. ولذلك
فإن التفكير الإيجابي هو الطريق الوحيد لتغيير مدارآنا. ذلك
أن أفكارنا تحدد سلوآنا، وسلوآنا يحدد أفعالنا، وأفعالنا تحدد
عاداتنا، وعاداتنا تحدد حياتنا.
٣ - آيف توازن بين طموحاتك وتوقعاتك
ومستحقاتك.
هناك صراع دائم بين طموحنا وتوقعاتنا، وبين ما نستحقه أو
نظن أننا نستحقه. من يتصرفون آضحايا، يظنون أنهم
يستحقون المزيد لتعويض الفشل. ومن يتصرفون
تحليل نتائج الاستقصاء
اجمع الأرقام التي أحطتها بالدوائر.
٢٥ ، فأنت إنسان ناجح بطبيعتك - تهانينا! - * إذا آان مجموعك ما بين ٢٢
٢١ ، فأنت أقرب ما تكون إلى النجاح، عليك تغيير سلوآك في المجالات التي حصلت فيها على - * إذا آان المجموع ما بين ١٨
٤) أو أقل. )
١٧ ، فأنت بعيد عن النجاح وقريب من الفشل. يمكنك الاعتماد على آتب النجاح والمساعدة - * إذا آان المجموع من ١٣
الشخصية وحضور البرامج التدريبية في مجالات تنمية القدرات الذاتية.
* إذا آان المجموع ١٢ أو أقل، فإن شخصيتك مبنية على الإحباط والفشل، ولن تنفعك الكتب وبرامج التدريب. بل تحتاج إلى
استشارة متخصصة في السلوك والعلاقات الاجتماعية.
السنة الخامسة – العدد الثامن (أبريل ١٩٩٧ ) خلاصات آتب المدير ورجل الأعمال
9
آمنتصرين يعظمون طموحاتهم في سبيل تحقيق النجاح. من
لا يتوقع الكثير من الآخرين مقابل جهوده، لن ييأس أبدا.
فالطريق الوحيد لتلبية طموحاتك هو أن تتوقع الكثير من
شخص واحد فقط، هو أنت. أنظر إلى هذه العبارات، وقرر
أيها أقرب إلى ما يعتمل في نفسك:
* لكي أنجح، لا بد أن تتحسن أحوال السوق.
* لكي أنجح، لا بد أن يساعدني الموظفون.
* لكي أنجح، لا بد أن تزيد الحكومة تسهيلاتها للشرآات.
* لكي أنجح، لا بد أن تساعدني زوجتي.
* لكي أنجح، لا بد من بعض الحظ.
* لكي أنجح، لا بد أن أعتمد على نفسي.
هذا يعني أن آل الطموحات الكبيرة والإيجابية صحية، وأن
معظم الاستحقاقات الخيالية غير صحية. آما يعني أن آل
التوقعات العالية من نفسك صحية، وأن معظم التوقعات
العالية من الآخرين غير صحية.
٤ - إلى أي مدى ستذهب؟
إلى أي مدى ستذهب في ملاحقة أحلامك؟ وفي أي مجال
تريد أن تنجح؟ متى يمكن أن تقرر تغيير المجال الذي تنجح
فيه؟ متى يجب أن تستمر في المحاولة ولا تستسلم لليأس؟.
الإنسان العادي يفتقد الطموح والإرادة الضرورية لتحقيقه.
الإنسان الاستثنائي لا يقف حائرا أمام طموحاته، بل يملك
الإرادة التي تدفعه إلى السير إلى ما لا نهاية لتحقيقها.
٥ - آيف ترى نفسك في المستقبل؟
بأي منظار ستراقب نفسك من الآن فصاعدا؟ هناك ثلاثة
مجالات في حياتك تتسابق آلها على اآتساب حبك واحترامك
واهتمامك. هذه المجالات هي:
* الثروة المادية (امتلاك الأشياء).
مصفوفة مكة:
المتطلبات تحفيز تعليم ترآيز اتصال إنجاز
حافز تحتاجه ١.الاعتداد بالنفس ٦.الاستعداد للتعلم ١١ .حسن التقدير ١٦ .المشارآة
و العطاء
٢١ .فرصة متاحة
تعليم تكتسبه ٢.وضوح الغاية ٧.تعليم النفس ١٢ .تنظيم الذات ١٧ .التفاعل
و الاحتكاك
٢٢ .اآتساب خبرة
ترآيز تنميه ٣.وجود خطة ٨.القدرة على
الابتكار
١٣ .ضبط النفس ١٨ .توطيد
العلاقات
٢٣ .تأثير فعال
اتصال تبديه ٤.الاشتعال حماسا ٩.إثارة الاهتمام ١٤ .رؤية خاصة ١٩ .الثقة بالنفس ٢٤ .اآتمال
الشخصية
إنجاز تحققه ٥.التمتع بالمرونة ١٠ .اآتساب
المعرفة
١٥ .بؤرة
الترآيز
٢٠ .الحصول
على التقدير
٢٥ .الارتقاء
بالنفس
مطلوب التزام بالمتطلبات الأربعة (أعلاه) ليتحقق النجاح
The MECCA Matrix
أين ذهبت القيادة؟
عندما نضع المتطلبات الخمسة للنجاح، والسمات الخمس والعشرين التي تشكل القوة الذاتية للإنسان الناجح في التسعينيات وما
بعدها، في نموذج واحد متكامل، فإنها تكون مصفوفة مكة. يتحقق النجاح من خلال الالتزام بالمتطلبات الأربعة الأولى، وبعد
تحقيق الذات في عملية تطور نفسي مستمر، بحثا عن الحياة النموذجية والشخصية الفاضلة.
لن نكرر الكيفية التي تعمل بها هذه المتطلبات وتلك السمات. ولكن آما هو واضح من المصفوفة، فإن (القيادة) آمتطلب للنجاح
قد اختفت. فهل يعني هذا أن سمات القيادة غير مطلوبة!؟
لقد قيل الكثير عن القيادة في السنوات الأخيرة، حتى بدأنا ننسى أن القادة الناجحين، آانوا في البداية أتباعا جيدين. وعلى الرغم
من أهمية الشخصية القيادية، فإن الحاجة لأتباع جيدين تفوق حاجتنا للقياديين. وذلك لسبب بسيط، هو أن التابع الجيد يملك
سمات الشخصية القيادة، ويمكن بسهولة أن يتحول إلى قائد جيد.
على آل حال، فإن القيادة موجودة بالفعل في مصفوفة مكة، ولكنها موزعة على المتطلبات الخمسة. فالقادة الحقيقيون هم الذين
يستوفون المتطلبات الخمسة، ويملكون مواهب عظيمة في السمات الخمس والعشرين، لا سيما في السمات الخمس المرتبطة
بالإنجاز.
( خلاصات آتب المدير ورجل الأعمال السنة الخامسة – العدد الثامن (أبريل ١٩٩٧
١٠
* العمل (إنجاز الأشياء).
* العلاقات (الاهتمام بالناس).
معظم الناس يغلبون جانبا من الجوانب الثلاثة على الأخرى.
وهذا ليس خطأ وليس خطرا. يكمن الخطر في الشطط
والتطرف في زيادة ثقل آل جانب. إذ من المستحيل أن
نحتفظ بعلاقات طيبة مع الآخرين، إذا بدأنا نقدس المال، أو
نكرس آل حياتنا للعمل. والعكس صحيح أيضا. فكيف
نعمل ونكسب المال، إذا افتقدنا حب الآخرين واحترامهم!
السؤال الثالث: ما الذي ستفعله لتصل إلى
وجهتك؟
هذه هي المفاتيح لتحقيق أي شيء، بما في ذلك النجاح، بغض
النظر عن تعريفك له. هذه المفاتيح هي قوة مكة أو معامل
بدون استخدام هذه المتطلبات .The MECCA Factor مكة
الخمسة، لن يكتب لك النجاح أبدا، ولن تصل إلى وجهتك.
متطلبات النجاح الخمسة هي التي حدت بنا إلى إضافة دلالة
ثالثة لمعنى مكة في هذا الكتاب. وهو المعنى الذي نعبر عنه
والذي ،MECCA عندما نكتب آلمة (مكة) بحروف آبيرة
يتشكل من الحروف الأولى للمرتكزات والأسس الخمسة لكل
حياة ناجحة وهي:
بدون حافز ستبقى في مكانك. :Motivation الحافز
وعندما تمتلك الدافع القوي، فسوف توظف قوة العوامل
الأربعة الأخرى. فالحافز هو الذي يحرك الإرادة لتحقيق
الهدف. يقول "روبرت فروست": "آثيرون في العالم
يملكون الإرادة. بعضهم يريد أن يعمل، وبعضهم يريد أن
يراقب من يعمل."
يتميز صاحب الحافز القوي بخمس
خصائص هي: الاعتداد بالنفس،
ووضوح الغاية، والاعتماد على خطة،
والحماس، والمرونة.
التعليم ينمي :Education التعلم
مهاراتنا الضرورية للنجاح. وهو
بالنسبة للعقل، آما الغذاء والماء بالنسبة
للمسافر. وما لم تكن تملك الحافز
القوي، فلن تستطيع الحصول على ثروة
معرفية آافية لمواصلة الرحلة. يمتاز
الإنسان دائم التعلم بخمس خصال هي:
الاستعداد، والتعلم الذاتي، والقدرة على
الابتكار، والاهتمام، والمعرفة.
هو :Concentration الترآيز
استخدام الحافز والتعلم وترآيزهما معا
على أهداف محددة لتحقيق النجاح.
الحافز للتعلم لا يكفي وحده. لأن التعلم
بدون حافز تضييع للجهد، والحافز
بدون تعلم جهد ضائع.
يبدأ الترآيز بتحديد ما يجب الترآيز
عليه. وهذا يحتاج أيضا إلى خمسة
عناصر أخرى هي: حسن التقدير، والتنظيم، والالتزام،
.Focus واتخاذ موقف (وجهة نظر)، ونقطة الترآيز
الحياة رحلة لا يمكنك :Communication الاتصال
القيام بها منفردا. مهارات الاتصال تضع الإرادة والمهارة
والوسيلة في مسار موحد. أي تضع الحافز والعلم والترآيز
موضع التطبيق. أنظر آيف تتأثر عملية الاتصال
بالمتطلبات الثلاثة السابقة:
* حافز الاتصال هو مشارآة الآخرين
* ونحن نتعلم الاتصال من أجل التفاعل مع الآخرين
* وترآيز الاتصال يكون من أجل بناء علاقات نافعة
* وعملية الاتصال نفسها تعزز الثقة بالنفس وتصنعها أيضا
* ومن خلال الثقة تصل إلى نتيجة الاتصال: وهي الحصول
على التقدير.
عندما توظف الحافز :Achievement الإنجاز
والتعليم والترآيز لخدمة عملية الاتصال، ستذوق طعم
النجاح، وهذا هو الإنجاز. وآغيره من المتطلبات الأربعة
السابقة، فإن الإنجاز يتسم بخمس خصائص هي: استغلال
الفرص، واآتساب الخبرة، والتأثير في الناس والأشياء،
وبناء الشخصية، وتحقيق الذات. والسمة الأخيرة هي الهدف
الكبير، وهي توازي الوصول إلى مكة.
الآن أنظر إلى هذه المعادلة:
* الاعتداد بالنفس = هو السمة الأولى في المتطلب الأول،
فهو جوهر التحفيز، وبمعنى آخر، هو حافز الحافز.
* تعليم النفس = هو السمة الثانية في
المتطلب الثاني، فهو جوهر التعلم،
وبمعنى آخر هو تعلم التعلم.
* ضبط النفس = هو السمة الثالثة في
المتطلب الثالث، فهو جوهر الترآيز،
وبمعنى آخر هو الترآيز على
الترآيز.
* الثقة بالنفس = هي السمة الرابعة
في المتطلب الرابع، فهي جوهر
الاتصال، أي إنها التواصل مع
الاتصال.
* الارتقاء بالنفس = هو السمة
الخامسة في المتطلب الخامس، فهو
جوهر الإنجاز، ولأنه السمة الأخيرة
في المتطلب الأخير، فهو يوازي
الإقامة في مكة.
السؤال الرابع: آيف ستشق
طريقك؟
الناس لا يخططون للفشل، لكنهم
يفشلون في التخطيط. فإما أن تشق
طريقك المرسوم بإرادتك، وإما أن
نعمة التفاعل
لأن الحياة عبارة عن سلسلة من الحلقات
والتفاعلات، يؤدي بعضها إلى الآخر. وهي
مثل الكهرباء لا يمكن جمعها أو تخزينها،
ولكن يمكن استغلالها بشروط. فإذا آنت
تظن أنه يمكن تخزين الكهرباء أو جمعها،
فعليك مراجعة معلوماتك في الفيزياء.
فعندما نشحن البطارية فنحن لا نخزن فيها
الكهرباء، بل إن الخصائص الكيميائية
لعناصر البطارية تتفاعل وتتغير فتصنع
الكهرباء عند حدوث أي تماس.
وهكذا نحن في الحياة. نستطيع أن نخزن
مجموعة من الخصائص والسمات في
عقولنا. ولكن بدون تفاعل هذه السمات
بعضها مع بعض، يبقى العقل معطلا،
والحياة بلا معنى. ولكي نصل إلى السمة
الخامسة والعشرين (تحقيق الذات أو
الارتقاء بالنفس)، علينا أن نشعل الفتيل، وأن
تمس جوهر الأشياء وأن نعيد شحن أنفسنا
فنجددها باستمرار.
السنة الخامسة – العدد الثامن (أبريل ١٩٩٧ ) خلاصات آتب المدير ورجل الأعمال
11
تواصل رحلتك في الحياة على غير هدى.
الآن تذآر الأسئلة التي لخصناها في الكلمات الثلاث
الضرورية لفهم سياقك العام، وهي: الإرادة، والوسيلة،
والعمل. الإرادة هي الرغبة الجامحة في النجاح، والوسيلة
هي طريق تحقيق تلك الرغبة، والعمل هو تنفيذ تلك الرغبة.
عندما تجيب على تلك الأسئلة، وتلبي المتطلبات السابقة،
تصبح مستعدا لوضع النقاط على الحروف في عملية
التخطيط. وهذه هي خطوات التطبيق:
الخطوة الأولى: أآتب نص رسالتك في الحياة
هذه هي نقطة البداية الأساسية إذا أردت الالتزام بإجابتك
على المتطلب الأول: أين أنت الآن، وأين تريد أن تكون؟.
وهي تلخص إجابتك على المتطلب الثاني: من تريد أن تكون
خلال الرحلة؟. السمة المحورية أو الجوهرية في متطلب
التحفيز (الاعتزاز بالنفس) ستسهل لك آتابة الرسالة.
والسمة التعليمية لمتطلب التحفيز (الغاية) يجب أن تكون
ضمن الرسالة المكتوبة. وهكذا تصبح رسالتك مرتكزا
لمتطلب الترآيز، وهذا الأساس هو (وضع الخطة).
الخطوة الثانية: حدد رؤيتك المستقبلية
ستلزمك هذه الرؤية بتوظيف المتطلبات الخمسة وعناصرها
الخمسة والعشرين. وآلما آان طموحك أآبر، آلما زاد
التزامك وسعيك لتحقيقه. الرؤية الحقيقية تكون متطورة
ونامية، وقابلة للارتقاء والامتداد لتلاحق طموحك، دون أن
تصل إلى نهاية مغلقة، فتجد نفسك قد أنهيت آل الأعمال ولم
يبق لديك شيء تفعله.
الخطوة الثالثة: حدد أهدافك الرئيسية
ما هي أولوياتك القصوى التي عندما تبلغها تكون قد حققت
رؤيتك. الأهداف الرئيسية هي أولوياتك الأولى. ويمكن أن
تشمل طموحاتك المهنية، والإنجازات التعليمية، والحياة
العائلية، وأي هدف عظيم يتوازى مع رسالتك ورؤيتك.
تحديد الأولويات يحميك من الغرق في بحر الفشل والتشتت
في ملاحقة أعمال آثيرة في اتجاهات متباينة في نفس الوقت.
الخطوة الرابعة: قسم أهدافك الكبرى إلى أهداف
فرعية
تقسيم الأهداف العريضة إلى أهداف تفصيلية أمر لا بد منه
في آل عملية تخطيط. هذا يشبه إنشاء مبنى. لا يمكنك
تجميع الحديد والأخشاب والأسمنت والحجارة في آومة
واحدة لكي يقوم المبنى. لا بد من تجهيز الأساسات وإقامة
الأعمدة، وفق مراحل يعتبر الانتهاء من آل منها إنجازا بحد
ذاته. ولأنه لا بد من حفر الأساسات وإقامة الأعمدة، قبل
بناء الجدران، فلا بد أيضا من وضع أولويات للأهداف
الفرعية. فهناك دائما أهداف تسبق الأخرى، وهناك دائما
أهداف قابلة للتأجيل ريثما تنتهي من الأهم منها. فالأهم قبل
المهم دائما، و هكذا ...
الخطوة الخامسة: قسم أهدافك الفرعية إلى قائمة
أعمال (مكة) اليومية
قال (هنري فورد): "ليس هناك عمل صعب إذا قسمته إلى
MECCA Do- أجزاء صغيرة." قائمة أعمال مكة اليومية
هي المهام اليومية المنظمة التي ننجزها على ضوء It’s
منهاج النجاح المتكامل الذي نطلق عليه (نظام مكة
وهو مشتق من قوة مكة أو الطريق (Meccanize Process
نظام مكة هذا علامة .The MECCA Factor إلى مكة
التي CAPSTAR ( تجارية مسجلة باسم شرآة (آاب ستار
يملكها ويديرها مؤلف الكتاب (توم رودل). طور (رودل)
نظاما شخصيا لتخطيط وتنفيذ العمل مستلهما المبادئ التي
وضعها في هذا الكتاب. ولذلك نسميها (نظام مكة).
على الرغم من أن آل مهمة من المهام اليومية التفصيلية لا
تؤثر وحدها على النتائج الكلية للعمل على المدى الطويل، إلا
أن هذه المهام مجتمعة هي التي تحدد في النهاية نجاحك في
تحقيق الأهداف الفرعية، ومن ورائها الأهداف الرئيسية،
حتى تصل إلى رؤيتك ورسالتك السامية، ومنهما معا إلى
تحقيق الذات. أي أن (نظام مكة) آل لا يتجزأ، بحيث تدخل
الأعمال اليومية الصغيرة ضمن السمات الخمسة والعشرين،
وفي إطار المتطلبات الخمسة الكبرى التي تشكل مجتمعة
(الطريق إلى مكة).
السؤال الخامس: متى تعرف أنك وصلت؟
يقاس النجاح بالإجابة على هذا السؤال. فهو سؤال التأآيد
والاستمرار. وهو يساعدك على إتباع نظام شخصي للدعم
والمتابعة يؤمن الوصول الآمن إلى الوجهة المطلوبة، من
خلال النمو المستمر والقوة الذاتية الداخلية.
عندما تذهب لزيارة شخص تحبه، أو قريب لم تره منذ زمن
طويل، فإن القبلات والأحضان والابتسامات العريضة هي
علامة أآيدة على الوصول. وعندما تزور بلدا ما، فإن
تعليمات ربط الأحزمة وعلامات الطريق ستخبرك
بالوصول أو قرب الوصول. وعندما تتسلم مفاتيح السيارة
الجديدة التي منحتها لك الشرآة، وتجلس على الكرسي الكبير
في المكتب الأنيق، فإنك ستعرف تلقائيا أنك بلغت محطة
آبيرة وهامة في حياتك المهنية.
لكن رحلتك باتجاه مكة، ليست رحلة مادية موضحة
بالخرائط وعلامات الطريق. فهي رحلة روحية داخل نفسك.
رحلة مليئة بالإشباع الروحي والبذل الوجداني والعطاء
الإنساني.
الوصول إلى مكة، أو إلى النجاح، يعني إحساسا خالدا
بالطمأنينة، وحياة محاطة بمنحة إلهية عظيمة تقدم مجانا لكل
إنسان يقرر أن يقبلها ويغير حياته إلى الأفضل من أجلها.
وعندما تتجه إلى مكة بكل جوارحك، فليس عليك الانتظار
حتى تحقق رسالتك الإنسانية، وتنجز أهدافك العريضة،
و تنتهي من أهدافك الفرعية. لأن متعة المحاولة والسير
على الطريق تكفي وحدها لتغمرك بالمشاعر الإنسانية
النبيلة، والفيض الروحي باتجاه حياة مثالية، سواء آانت
مريحة ماديا ونفسيا أو مليئة بالأشواك والعقبات.
( خلاصات آتب المدير ورجل الأعمال السنة الخامسة – العدد الثامن (أبريل ١٩٩٧
١٢
هل لهذه الرحلة نهاية؟
هذه رحلة لا تنتهي أبدا. تبدأ في الحياة وتستمر بعد الممات.
وقد لا تنتهي في الحياة أيضا، إذا أخذت معك على الطريق،
من يساعدك وتساعده، ومن يساندك وتسانده، وإذا ترآت في
حياتك أثرا خالدا يستحق الذآر.
الدعم الجماعي والتخطيط الجماعي من متطلبات الوصول
الفردي. فلكي تصل حقا، وتستمر في الوصول، اجعل من
أهلك وزملائك شرآاء في التخطيط. وفي بيئة العمل، آون
MECCA Empowerment فريقا يسمى (فريق التمكين المكي
لماذا؟ لأنه حتى النسر، يحتاج قبل أن يطير إلى .(Team
دفعة في البداية. وهذه خمس نصائح لتكوين (فريق مكة
للتمكين) في داخل المنظمة:
١ - اختر فريقا صغيرا آاتما للأسرار.
اشرك أربعة مكيين على الأقل لتنويع وجهات النظر، أو اثني
عشر مكيا على الأآثر، فإذا زاد العدد عن ١٢ ، قد تواجه
باختلاف وجهات النظر، فتتشتت قلوب وجهود الفريق.
٢ - نظم الفريق
حدد من سيقود الفريق في آل جلسة، وتبادلوا مكان الجلوس
من حين لآخر. واتفقوا على دورية اللقاء وانتظامه
ومسئولية إدارة آل جلسة.
٣ - احضر معك منظمات الوقت والعمل، و آل ما يحتاجه
الفريق من أدوات مساعدة. واستخدم (نظام مكة) آأساس
للتنسيق والتقييم والمتابعة.
٤ - حدد شكلا مرنا للاجتماعات والتزم به
وازن بين المساحة المتاحة للجلوس وعدد المشارآين، وقرر
من سيفتتح النقاش، ومن سيسجل الالتزامات ويتابع أعضاء
الفريق المكيين في إنجازها. في آل جلسة وضح المسئولية
تجاه الأهداف المطلوبة والخصائص المكية المناسبة
لإنجازها. أطلب من المشارآين في آل اجتماع الترآيز على
واحدة من السمات الخمسة والعشرين، والتي تكون في
مجموعها المتطلبات الخمسة للوصول إلى مكة (تحقيق
النجاح).
٥ - جدد .. ثم .. جدد
فريق التمكين المكي يجب أن يتكون من مجموعة من
المسافرين، لا يتفانون فقط في خدمة بعضهم بعضا، بل
ويستمتعون بصحبتهم الجماعية. ومع أن هذا الفريق يمكن
أن يستمر لسنين دون تغيير، إلا أنه قد يحين الوقت الذي
يستدعي إضافة دم جديد للفريق.
في هذه المرحلة غير التشكيل، ساعد الآخرين على تكوين
فرق عمل مكية، تعاون مع الفرق الأخرى، استعن
بمحاضرين ومدربين مكيين لتحفيز الفريق، وقم بكل ما هو
ضروري لمساعدة الناس على النمو، والتقدم، والوصول إلى
مكة و(تحقيق النجاح) في العمل والحياة.
قوة مكة .......................................................... ٢
ثلاثة أسئلة ضرورية لفهم سياقك العام........ ٣
خمسة أسئلة لا بد منها .................................. ٤
السؤال الأول: أين أنت الآن .. وأين تريد أن
تكون؟.................................................. ٤
خمس مدن وخمسة مسافرين.................... ٤
السؤال الثاني: من تختار أن تكون؟............... ٨
* أنت ما نشأت عليه: ............................ ٨
* عاداتك تعبر عن شخصيتك: ................. ٨
* أنت ما تعتقد أنه مهم:.......................... ٨
١ - هل تختار أن تكون المنتصر أم المنكسر؟ ٨
٢ - آيف تريد أن تفكر؟ ......................... ٨
٣ - آيف توازن بين طموحاتك وتوقعاتك
ومستحقاتك......................................... ٨
٤ - إلى أي مدى ستذهب؟....................... ٩
٥ - آيف ترى نفسك في المستقبل؟ ............ ٩
السؤال الثالث: ما الذي ستفعله لتصل إلى
وجهتك؟.............................................. ١٠
السؤال الرابع: آيف ستشق طريقك؟ ........... ١٠
الخطوة الأولى: أآتب نص رسالتك في الحياة
١١ .....................................................
الخطوة الثانية: حدد رؤيتك المستقبلية ....... ١١
الخطوة الثالثة: حدد أهدافك الرئيسية ........ ١١
الخطوة الرابعة: قسم أهدافك الكبرى إلى
أهداف فرعية .................................... ١١
الخطوة الخامسة: قسم أهدافك الفرعية إلى
قائمة أعمال (مكة) اليومية .................... ١١
السؤال الخامس: متى تعرف أنك وصلت؟ .... ١١
هل لهذه الرحلة نهاية؟.......................... ١٢
Title: The Mecca Factor.
Author: Tom Ruddell.
Publisher: Capstar Corporation.
Pages: 280.
ISBN: 0-9649284-1-8.
Date: 1996.
فهرس الخلاصة
بيانات الكتاب

لإدارة الألمانية تكتسح أوربا والعالم

www.edara.com
الإدارة الألمانية تكتسح أوربا والعالم
تأليف: فيليب جلاوشفتش
إصدار الشرآة
العربية للإعلام
العلمي (شعاع)
القاهرة
ج.م.ع
السنة الأولى
العدد السابع
فبراير
(شباط)
١٩٩٣
تحذير من الناشر: يمنع نقل أي جزء من هذه النشرة بدون إذن آتابي من الناشر ويشمل الحظر: التصوير والنقل لأغراض التوزيع وتستثنى منه الإشارات السريعة والمقتطفات في الصحافة والرسائل والأبحاث الجامعية
إدارة ألمانية
لعبت ألمانيا دورا بالغ الخطورة في التاريخ
السياسي والاقتصادي للبشرية بأن أظهرت للعالم
آيف أنه بالرأسمالية والديموقراطية، أمكنها – دون
معاناة ودون آلام – أن تبتاع، وتبتلع نصفها
الشيوعي بعد أن آان دولة أخرى، آما أنها، بخفة
وبسرعة أيضا، أخذت بزمام المبادرة في توحيد
أوروبا. وإن آانت في ذات الوقت، وهي تبسط
نفوذها على القارة، قد بدأت في سلام
وديموقراطية أيضا تذوب وتتلاشى في الوعاء
الأوروبي الجديد.
أثناء ١٩٩١ امتص الاقتصاد الألماني واردات من
دول المجموعة الأوروبية تبلغ قيمتها ٣٣٥ ألف
مليون مارك، وضخ إلى هذه الدول صادرات تبلغ
٣٦٠ ألف مليون. وبذلك تصبح ألمانيا شريكة
للولايات المتحدة في مرآز الصدارة من حيث
حجم الصادرات وتأتي قبل اليابان (وباستثناء
بعض الحالات الخاصة مثل أيرلندا مع بريطانيا أو
أسبانيا مع البرتغال فإن ألمانيا تحتل المرآز الأول
من هذه الوجهة بالنسبة لكل دولة من دول غرب
أوروبا) آما أنها تسبق جميع هذه الدول من حيث
حجم التجارة مع دول "الكوميكون" السابقة. أي
دول شرق أوروبا.
( خلاصات آتب المدير ورجل الأعمال السنة الأولى – العدد السابع (فبراير ١٩٩٣
٢
وليس في أوروبا آلها دولة لديها بنية سفلى تعادل
ما لدى ألمانيا. خذ الطرق السريعة مثلا: أغلب
الناس يتصورون ألمانيا على أنها شبكة من ال
"أوتوبان" تمرق فوقها سيارات البورش
والمرسيدس بسرعة ٢٢٠ آم/ساعة، وهو تصور
لا يبعد آثيرا عن الحقيقة. لكن هذا لا يأتي على
حساب وسائل النقل الكثيف آما حدث في الولايات
المتحدة، وقد بذلت الحكومة الألمانية قدرا هائلا
من الاستثمار في بناء منظومة للنقل السريع
بالسكة الحديد لكي لا تتخلف في هذا المضمار عن
فرنسا أو اليابان.
ولا يعني ذلك أن ألمانيا لا تعاني مشكلات، فقبل
أن تضم إليها نصفها الشرقي آان معدل البطالة
٦% أثناء الثمانينيات، وهو أدنى بقليل من متوسط
ال ٧% في أمريكا، وإن آان المتعطلون في ألمانيا
يتلقون معونة أفضل مما لدى الولايات المتحدة
وهو ما دفع ألمانيا إلى إغراء الأتراك
واليوغوسلاف والرومان والتشيكيين والبولنديين،
بالمنح السخية لكي يعودوا إلى بلادهم ويجنبوها
الإعانات الباهظة. وقد أدى توحيد ألمانيا إلى
مزيد من المعاناة من مشكلات البطالة وغيرها،
فقد آانت النسبة ١٧ % في ألمانيا الشرقية في
١٩٩٢ ، آما ظهرت الحاجة إلى إعادة بناء تلك
الصناعات المتخلفة في النصف الشرقي.
إدارة الأعمال على الطريقة الألمانية
على السطح، تبدو أمريكا وألمانيا واليابان أمما
متشابهة، والأمم ليست هي التي تصنع الازدهار،
بل الشعوب ورجال الأعمال..ومن هنا فإن التشابه
مظهري بحت، والنمط الأمريكي في الرأسمالية
هو مجرد واحد من الأنماط، وبرغم أن المراقبين
في أمريكا وأوروبا قد بهرهم ضوء الشمس
المشرقة في اليابان، وخطف أبصارهم، فإن تراث
اليابان وتقاليدها يجعلانها غير قادرة على التكيف
مع الممارسات الغربية في دنيا الأعمال. أما
النمط الألماني فمتميز جدا هناك "إجماع شامل
يأتي من خلال مشارآة العمال، والتفاوض
الجماعي والضمان الاجتماعي" فيما يقول أحد
الخبراء، وهكذا فإنه يمكننا القول بأن هناك ثلاثة
أنماط للرأسمالية: الياباني، والأمريكي، ثم
الألماني الأوروبي. هذا الأخير يتضح فيه بصفة
خاصة الحس بالاهتمام بالعاملين من جانب
المجتمع آكل، والقيمة العالية والمكانة الرفيعة
لفرص العمل وتوفير الوظائف، هذا هو الجانب
الإنساني الذي آثيرا ما تغفله الرأسمالية
الأمريكية.
العاشر من مايو ١٩٤٥ – اليوم التالي للتوقيع
النهائي على اتفاقية الهدنة مع الحلفاء..يسميه
الألمان: ساعة الصفر، بداية آل شيء من جديد،
البناء فوق الأنقاض. بكل تأآيد، آان الفضل في
النجاح الذي تحقق يرجع إلى الإصلاحات التي
أدخلها وزير الاقتصاد (لودفيج ايرهارد) الإصلاح
النقدي، ثم تحرير الاقتصاد، ولكن الذي لا يقل
أهمية عن هذين هو أن الألمان لم يفقدوا أبدا
إحساسهم القوي بالمسئولية الاجتماعية.
لكي نستطيع أن نفهم ما يجري في دنيا الأعمال
الألمانية اليوم، لا بد لنا من العودة إلى الحقبة التي
عاشها الألمان بعد الحرب مباشرة، وتأمل أنماط
"رجال الساعة الأولى"، طليعة رجال الأعمال
الذين صعدوا من خلال التراب والأنقاض، أمثال
"فيرنر أوتو" الذي أنشأ سنة ١٩٤٩ مؤسسة
"أوتو فيرساند" التي تقف اليوم على قمة البيوت
العالمية التي تعمل بالكتالوج وتوصيل الطلبات
بالبريد، والتي يصل حجم مبيعاتها الآن إلى ٢٠
ألف مليون مارك، وتفوق في ذلك نظيرتها
الأمريكية "سيرز" "فيرنر أوتو". اجتاز الثمانين
وما زال حتى الآن في قمة النشاط، يقول "أوتو"
معلقا على أسلوب الكتالوج والتوزيع البريدي: في
متجر الأحذية، الزوج الذي لا يعجب الزبون يعاد
ببساطة إلى الرف، ولكن في حالة توصيل الطلبات
بالبريد لابد من الحرص على ألا توجد إلا
الأصناف التي سوف تباع، لأن إرجاعها معناه
تحمل تكلفة الشحن مرة أخرى. إن النجاح - آما
يراه – لا يتوقف على معالم المجتمع ولا البرامج
الحكومية ولا الأساليب الإدارية وعلى على
التمويل المتطور..إنه يأتي من صنع وتسويق
المنتجات التي يريد الناس شراءها والتي يوجد
لديهم الحس بوجودها عندما تتوفر لديك.
معالم الإدارة الألمانية
آل شيء في دنيا الأعمال الألمانية – من أسلوب
الألمان في ممارسة الإدارة داخل الشرآة إلى
البيئة التي تعيش هذه الشرآات بداخلها – آل شيء
يتسم ببنية صارمة محكمة تسبب الإحباط لمن لا
السنة الأولى – العدد السابع (فبراير ١٩٩٣ ) خلاصات آتب المدير ورجل الأعمال
3
ينتمون لهذه البيئة. لعلها نزعة متأصلة لدى
الألمان، نزعة إلى النظام المحكم، ولعلها تاريخ
هذا البلد، بما يمتلئ به من اضطرابات وتقلبات
توجد إحساسا بالذعر من المجازفة. يتمثل ذلك في
المؤسسات التي تمثل النمط السائد: هوآست،
باير، حيث البنية التنظيمية لها خواص وظيفية
وعلمية، وحيث ينتظر المرؤوسون من رؤسائهم
الوضوح القاطع بشأن ما يريدونه. المرح
والفكاهة أمور نادرة، والقدرة على التكيف مع
الظروف المتغيرة هي أيضا آذلك، والألمان
يجاهدون ليغيروا آل شيء ويتغلبوا على العقبات
من أجل التوافق مع الخطة الموضوعة. الألقاب
والدرجات المهنية مقدسة، دآتور شميث سيظل
دآتور شميث، على بطاقته وعلى مكتبه، وإذا
جلست عشر سنوات على مكتب مواجه له فإنه
يظل دآتور شميث. الوقت يدار آما لو آان سلعة
ثمينة. القوانين صارمة هي أيضا، القانون
التجاري والمدني، قوانين الشرآات وقوانين
العمل، فإذا لم يجد الألمان نصا قانونيا واضحا
فإنهم يترددون ثم يقبعون في أماآنهم. وهكذا فإن
ابتلاع الشرآات أو الانقضاض عليها أمر غير
معروف في ألمانيا. وقد بدأ الأمريكان يتعلمون
هذا من أوروبا، من أمثلة
ذلك القوانين التنظيمية
التجارية التي تحدد حقوق
المشترين والبائعين والتي
صدرت في بعض
الولايات، ولكن الطريق
ما يزال بعيدا أمامهم لكي
يتساووا مع نظرائهم من
الأوروبيين. وتتسم
الرأسمالية الألمانية بدرجة
من الانضباط هي أيضا
يمكن إرجاعها إلى الخوف
من الاضطراب، عندما
يضطرب السوق في
أمريكا فإنه يترك لشأنه
ليتحكم في آل شيء،
شرآات تصعد وأخرى
تهبط ولكن السوق تظل
باقية. أما الألمان
فيسحبون أنصبتهم من
السوق ويعملون إلى حد ما
على الإبقاء على الوضع القائم. للبنوك نفوذ
وسيطرة لا مثيل لهما.
أما أنصبة الشرآات في الشرآات الأخرى فهي
في الحد الأدنى، أي مجرد ما يكفي للاحتفاظ
بشيء من النفوذ وليس للإحساس بالخطر،
والقانون لا يسمح للشرآات بأن تسترد الأسهم
التي تطرحها إلا في حدود ضيقة.
ويعتز الألمان آثيرا بالمعارض التجارية، معرض
الخريف في فرانكفورت يحوي آل أنواع السلع
الاستهلاآية، وعمره ٧٥٠ سنة وبذلك فهو أقدم
معرض تجاري في العالم. وتتمتع الجمعيات
الصناعية والتجارية بأهمية ونفوذ لا مثيل لهما في
الولايات المتحدة أو غيرها من الدول، وهي
تشارك النقابات في هذه السطوة، ومن أمثلتها
مواعيد إغلاق المحال التجارية والتي لا يجرؤ
أحد على مخالفتها.
والألمان آمستهلكين، يصرون على أعلى درجات
الجودة، وآمنتجين، يعدون أنفسهم وينظمون
صناعاتهم بحيث تفي بهذا المطلب. أدنى خدش
في جسم البورش أو الفولكس فاجن معناه رحلة
إلى ورشة الإصلاح. والنظام المحاسبي الألماني
يمكن من سرعة الإهلاك
الدفتري للمعدات وبالتالي
من التجديد الدائم وإحلال
أحدث معدات الإنتاج محل
ما يتوفر منها، ثم هناك
وجه آخر لهذه المسألة..
برغم ما تتميز به الصناعة
والأعمال في ألمانيا من
دقة التنظيم وصرامته، فإن
شيئا غامضا يستعصي
على الفهم، يحيط
بالشرآات والمؤسسات،
فهي تبنى بحيث تشجع
تكوين رأس المال بطريقة
تمكنها من تكديس موارد
طائلة من المال تختفي في
طي الكتمان، هذا في
أوقات الرخاء على الأقل
.. وعندما تسوء الأحوال،
فإن هذه الشرآات تجد ما
لقد قامت معجزة الصحو
الاقتصادي في ألمانيا على
ثلاث دعائم:
• مهارات رفيعة المستوى
لدى العمال الصناعيين.
• أخلاق ومبادئ تتسم
بالصلابة والحذر في
المعاملات والأعمال.
• نظام مصرفي شديد القوة
وإن يكن مثيرا للعجب
والتساؤل.
( خلاصات آتب المدير ورجل الأعمال السنة الأولى – العدد السابع (فبراير ١٩٩٣
٤
ترآن إليه.
وبمقتضى قوانين المحاسبة الألمانية، فإنه يمكن
للشرآات أن تزيد آثيرا من المخصصات وأن
تسرع بالإهلاك في ميزانياتها بحيث تبدو أرباحها
أضأل ما يمكن. ومن الأمثلة الشهيرة: "دويتش
بانك"، الذي يقال أنه حالو أن يدرج قيمة ناطحة
السحاب التي اتخذها مقرا عند افتتاحه بمارك
ألماني واحد. وآان تبرير ذلك أن هذا المبنى أقيم
ليكون مقرا للبنك وبذلك فلا قيمة له لأي جهة
أخرى وبالتالي فهو لا يساوي شيئا! حتى لو لم
تصح هذه القصة، ولو آانت مجرد "نادرة"
فالحقيقة التي لا تنكر هي أن النظام المحاسبي
الألماني معد بحيث يمكن إنقاص الدخول القابلة
للتوزيع على حملة الأنصبة والتي تخضع
للضريبة، إلى أدنى حد ممكن.
الألمان من أآثر الناس حرصا على خصوصية
أعمالهم والاحتفاظ بسرية ما يريدون له أن يبقى
سرا.
قلب ألمانيا وروحها:
(ميتل ستاند)
إذا أردت أن تعرف السر في النجاح الذي يحققه
الألمان في الصناعة والتجارة والأعمال، قم بجولة
خلال منطقة "شفابيا"، المنطقة التي تحيط بمدينة
"شتوتجارت"، الموطن الروحي لما يسمى "ميتل
ستاند" الشرآات ذات الحجم الصغير والمتوسط
التي تمثل العمود الفقري للاقتصاد الألماني.
"ميتل" يعني متوسط. يقول المثل السائر هناك أن
مواطن "شفابيا" يبني بيته بنفسه، وإذا توفر لديه
مزيد من المال فإنه يبني بيتا آخر، ويرمز ذلك
لكونه يريد أن يكون حرا في ماله ونشاطه، لا
يريد مالا من غيره ولا نفوذا في دنياه الخاصة من
مصدر خارجي، ممن يمثلون هذه الروح أفضل
تمثيل "روبرت بوش" مخترع شموع الاحتراق
التي ما تزال تحمل اسمه، والذي أسس شرآة
"بوش" سنة ١٨٦٦ ، هذه الشرآة أصبحت اليوم
رقم ٩ بين آل شرآات ألمانيا من حيث الحجم،
ولم تعد "ميتل" ولكن روح الابتكار التي أرساها
"روبرت بوش" ماثلة فيها ومعها أيضا فلسفته في
الأعمال "فقدان المال أهون من فقدان الثقة"، آان
"بوش" يعد عماله جزءا من أسرته، وعندما
أرسى سنة ١٩٠٦ مبدأ يوم العمل الذي لا يزيد
على ثماني ساعات ونشره في مصانعه، أسماه
رجال الصناعة "بوش الأحمر". وقد آان هنري
فورد هو الذي زاد أجور عماله في أمريكا لكي
يصبحوا زبائن لمصانعه يشترون سياراتها، لكي
يدعم تلك الصناعة. أما بوش فقد صعد بفلسفته
إلى ما وراء ذلك، أقام مشروعات لإسكان عماله
وتوفير العلاج لهم ولأسرهم.
هذا الاصطلاح "ميتل ستاند" يعني "الشرآات
المتوسطة الحجم"، ولكن "الطبقة الوسطى" تعبير
أآثر دقة. وقد تجد شرآة تزيد مبيعاتها على ألف
مليون مارك ويعمل بها آلاف من الناس، من
النوع الذي يسميه الأمريكان شرآات "النمو"،
ولكن صاحبها يفاخر بكونها "ميتل ستاند"، تماما
آما يفاخر ٩٥ % من الأمريكيين بأنهم ينتمون
"للطبقة الوسطى". لأن الفيصل في هذا هو
"تقاليد" أو "أسلوب" أو "أخلاقيات" العمل التي
تتميز بها الروح الألمانية، والشرآة التي ينطبق
عليها هذا المصطلح – بخلاف الشرآة التي لا
يظهر وجهها للعموم – تقوم على مجتمع صغير
يعيش فيه صاحب الشرآة والعاملون لديه، في بلدة
يعرفه أهلها جميعا، وعمدة هذه البلدة يحضر
مناسباتها واحتفالاتها، وتمتد جذورها عشرات
وربما مئات السنين في تاريخها، وقد تكون هي
شريان الحياة في تلك البلدة، أما غيرها من وحدات
الأعمال فسيكون دآان بقالة يعمل به رجل
وزوجته، ومخبز، ومحل للغسيل والكي. وطبقا
لإحصاءات الحكومة الألمانية قبل التوحيد، فإن
الشرآات التي لا تزيد قوتها عن خمسمائة فرد ولا
تزيد مبيعاتها على مائة مليون مارك، تعطي
نصف الناتج القومي الألماني وتوظف ثلثي القوة
العاملة ولها الفضل في ثلثي الصادرات، ومع ذلك
فإن الألمان يصفون بعض الشرآات بأنها
"متوسطة" أي "ميتل" مع أنها تقع في نطاق حجم
مبيعات ٥٠٠ مليون مارك، بل وقد تصل إلى ألف
مليون، وهذه الشرآات فخورة بأن تكون آذلك.
وصناعة السيارات التي هي أشهر الصناعات
الألمانية والتي تتميز بالجودة الرفيعة والخدمة
المتميزة تعتمد إلى حد آبير جدا على آفاءة
مورديها وجودة منتجاتهم، وأغلب هؤلاء "ميتل".
التقليد الثاني هو تقليد "المكانة المرموقة" – ال
"نيش" آما يسمى، السوق التي تحتفظ فيها
السنة الأولى – العدد السابع (فبراير ١٩٩٣ ) خلاصات آتب المدير ورجل الأعمال
5
الصناعة باسمها ومكانتها وتسيطر عليها في دائرة
ما تنتجه. من أمثلة ذلك في الصناعة الألمانية:
آلات تشغيل المعادن، ترامف، آارل ماير، فويث.
أغلبها يصدر ما يزيد على ٥٠ % من إنتاجه
لأنحاء العالم حيث يشتهر بالجودة الرفيعة. وهذه
النسبة تصل أحيانا إلى ٨٠ % و ٩٠ %، وهذا
القطاع الصناعي في ألمانيا يعمل به ١.١ مليون
فرد، وهو في ذلك يفوق آل ما عداه بما في ذلك
صناعة السيارات.
التقليد التالي هو: الإدارة الخاصة وهي الإدارة
التي يمارسها صاحب الشرآة. وهي لا تعني أن
يمارس التحكم والاستبداد، بل فقط لا شيء يتم إلا
بموافقته وهو مع ذلك ينتمي للشرآة بقدر ما تنتمي
هي له.
يلي ذلك: الالتزام، وهو ما يجعل أصحاب البيوت
المتوسطة يتمتعون بهذا القدر من الاحترام هناك،
صاحب الشرآة يتحمل وحده مخاطر العمل
الاقتصادي المستقل، وهو في ذلك يتفوق على
المدير الكبير في الشرآات الكبرى حيث هو
موظف يتقاضى راتبا.
النظام المصرفي
بمقتضى ما يسمى بالنظام
المصرفي العمومي أو الشامل،
نجد أن البنوك في ألمانيا
مسموح لها بأن تمارس آل
نشاط مالي يخطر على البال،
وهذا هو ما تفعله: تجاري،
استثماري، تأمين، إدارة
أرصدة ومحافظ، إقراض ...
في آل عمل اقتصادي تتمثل
البنوك الألمانية وتمسك بكل
الخيوط في أصابعها، ويندر أن
تجد شرآة تسعى لأي نوع من
التمويل بخلاف القرض
المصرفي المباشر، وجميع
البنوك الرئيسية تمتلك أنصبة
ضخمة في المؤسسات
الصناعية، والمصرفيون
يسيطرون حتى على المجالس
الإشرافية، ويمكن القول
باطمئنان أن البنوك الألمانية
تحتل موقعا بالغ القوة في دنيا الأعمال في ألمانيا.
"دويتش بانك"، الذي يتصدرها جميعا، يمتلك
٢٨ % من أنصبة "ديملر بنز". و ١٠ % من
شرآة "اليانز"، رائدة صناعة التأمين، وأيضا
١٠ % من شرآة إعادة التأمين "ميونيخ ري"، ثم
٢٥ % من "آارشتات"، آبرى شرآات سلاسل
المحال التجارية، ولا يوجد نظير لنفوذ هذا البنك
في أي بلد في العالم، بما في ذلك "سيتي بانك" في
الولايات المتحدة.
إلا أن أنصبة البنوك في الشرآات الصناعية
وعضوية رجال البنوك في مجالس الإدارة أو
المجالس الإشرافية تنبع من سطوة البنوك أآثر
مما هي أداة ممارسة هذه السطوة، فالسبب الحقيقي
لما تتمتع به البنوك من نفوذ وقوة هو الروح
الألمانية الميالة للسلوك المحافظ في أمور المال
والأعمال.
الحرص والادخار من الطبائع الراسخة لدى
الألمان، ومنذ نهاية الحرب على الأقل، عمد
الألمان إلى وضع أغلب مدخراتهم في ودائع
وحسابات توفير بدلا من شراء الأسهم والسندات،
وقد بدأ ظهور الاتجاه نحو التحول عن الحسابات
الادخارية، ولكن رغم ذلك فإننا نجد حسابات
ادخار تعطي فوائد لا تتجاوز ٢٫٥ % وتتطلب
إخطارا قبل السحب بثلاثة
شهور، والألمان لديهم ثقة
عمياء في البنوك وإيمان
بالفوائد المرآبة، وتساعد
على ذلك سياسة الحكومة
في التغاضي عن مخالفات
الإقرارات الضريبي فيما
يتعلق بالأرباح الناشئة عن
فوائد المدخرات، وعندما
أصدرت الحكومة سنة
١٩٨٩ ضريبة نسبتها
١٠ % على هذه الفوائد
تهافت المدخرون على
سحب أرصدتهم لإيداعها
في بنوك لوآسمبورج مما
أدى إلى إلغاء هذه النسبة
والبدء في التفكير في نظام
ضريبي أصلح منها.
وبالنسبة للاقتراض
• الذي يصنع شخصية
الشرآة ويحدد ما يسود
فيها من تقاليد وممارسات
(الناس والبنية). إذا آان
الناس يعرفون المنظومة
من أسفل لأعلى فهم
يدرآون عملية التفكير التي
تجري فيها.
• رئيس أي شرآة صغيرة
في ألمانيا يرى في نفسه –
وبحق – ما يجعله يعادل
رئيس ديملر بنز.
( خلاصات آتب المدير ورجل الأعمال السنة الأولى – العدد السابع (فبراير ١٩٩٣
٦
المصرفي فإن ألمانيا قد أصبحت بعد الحرب بلد
البنوك التجارية وإن آان هذا قد بدأ يتغير،
فالشرآات تعتاد بشكل نمطي أن تنشئ علاقة ثابتة
مع "بنك منزلي"، ولا تلجأ لأي أسلوب في
التمويل خلاف القروض.
يضاف لذلك أن الكثير من الشرآات المتوسطة
تتخذ شكل شرآات تضامن محدودة. وتحدث
التشريعات الضريبية أثرها في منعها من التحول
إلى شرآات عمومية. فإذا ورث شخص مبنى
- مملوآا لشرآة محدودة فإن الضريبة تبلغ( ٥
١٠ %) من قيمته السوقية، بينما إذا ورث نفس هذا
الشخص نصيبا في شرآة عامة فإن الضريبية تقع
على القيمة الكلية للترآة.
أغلب الألمان يرون أن ما لدى البنوك من سطوة،
والدور المسيطر الذي تلعبه في الاقتصاد
والصناعة، هما – ببساطة – الثمن الذي لابد من
دفعه من أجل الاستقرار. وبرغم ما لها من قوة
ونفوذ فإن البنوك تمارس الحد من سطوتها بين آن
وآخر. والواقع أن الكثير مما تملكه البنوك من
أنصبة في الشرآات الصناعية قد جاءها نتيجة
لعمليات الإنقاذ التي تتمثل في قروض تقدمت بها
في ظروف قاسية أو حرجة، بعضها جاء في
عصر الأزمة في الثلاثينيات، وقد بدأت البنوك
تعاني من شرآات التأمين. التي بدأت في
السنوات الأخيرة تستوعب نسبا آبيرة من
المدخرات، هذه المنافسة تضع البنوك في مأزق
من حيث أن شرآات التأمين من آبريات حلفاء
البنوك عندما يأتي الأمر للاستثمار في الأسهم
والسندات المدعومة من البنوك.
بالنظر لما تتمتع به البنوك من قوة فإن آبرياتها
آمنة من السقوط، ومن الأمثلة على اللوائح التي
تحميها من ذلك تلك التي تنص على مستلزمات
الحد الأدنى لاحتياطي رأس المال. هذه
المستلزمات تشكل رقابة على مقدار القروض التي
يمكن تجاوز آجالها من جانب البنوك، وقد آان
متوسط المعدل الألماني دائما حوالي ٨% في
مقابل ٤% في الولايات المتحدة و ١% في اليابان.
إلا أن هذا لا يعني أن البنوك أقداس لا يجوز
المساس بها، إنه حتى رجال البنوك، والكبيرة منها
بصفة خاصة، يقرون بأن ألمانيا في حاجة إلى أن
تطور بنوك الاستثمار وأسواق رأس المال إذا
أرادت أن تجر أوروبا وراءها بعد انتهائها من
فترة إعادة البناء بعد الحرب. والأرقام التالية تدل
على مدى ضآلة أرقام سوق المال في ألمانيا،
الشرآات المدرجة في البورصة عددها ٦٥٠ فقط
ومن بينها ١٢٠ شرآة يجري التعامل في أسهمها
بشكل واضح أو نشط. جملة القيمة السوقية للأسهم
في سنة ١٩٩٠ لم تتجاوز ٦٠٠ ألف مليون مارك
وهي أدنى من نظيرتها في الولايات المتحدة
واليابان وإنجلترا وآندا. هذا بينما يتوقع بعض
المراقبين أن أسواق رأس المال في ألمانيا ستصل
إلى المرآز القيادي في نهاية القرن.
وعلى أية حال فإن محاولة إنماء أسواق المال
الألمانية وتحويل فرانكفورت إلى مرآز مالي
يجعلها تنضم إلى جماعة نيويورك ولندن
وطوآيو، سوف ترغم البنوك الألمانية على أن
تعيد التفكير في أسلوبها في الأعمال، فالاشتراك
في آل نشاط مالي شيء ومحاولة السيطرة على
جميع الأنشطة أمر آخر.
السوق الاجتماعية
هذا التعبير: "اقتصاد السوق الاجتماعية" والذي
يطلق على الرأسمالية الألمانية، آثيرا ما يؤخذ
على أنه مرادف للتدخل الحكومي في اقتصاد هو –
فيما عدا ظاهرة التدخل هذه – اقتصاد خاص
ورأسمالي. وهذا خطأ شائع. إن الوعي
الاجتماعي الفائق، الذي يسود الرأسمالية الألمانية،
ينبع من الشرآات الخاصة بقدر ما يأتي من أية
لوائح أو إجراءات حكومية. ولن تجد الفلسفة
الاجتماعية للأعمال الألمانية متمثلة في شيء بقدر
ما تتمثل في العمالة وفرص العمل، ويتميز
الاقتصاد الألماني بصفة خاصة بالتوافق بين
إدارات الشرآات ونقابات العمال. حيث يسود
الإجماع، وليس الشقاق والصراع. هذان الطرفان
يعملان معا لإرساء السياسة القومية للعمالة
والتوظيف، ويجدان المصلحة مشترآة بينهما
بشكل ثابت ودائم، وربما مثير للدهشة، وفي شرع
الألمان – عدد الوظائف التي توفرها الشرآة لا
يقل أهمية عن حجم المبيعات أو الربحية،
وتستخدم إحدى آبريات المجلات المالية في ألمانيا
هذه المقاييس الثلاثة في ترتيب الشرآات:
المبيعات والأرباح وعدد الوظائف.
من ناحية أخرى، تنشئ الشرآات مؤسسات غير
ربحية تمتلك جزءا هاما من أنصبتها، بوش،
السنة الأولى – العدد السابع (فبراير ١٩٩٣ ) خلاصات آتب المدير ورجل الأعمال
7
آروب، تايسن، برتلزمان، آلها لديها مؤسسات
تتفاوت في أهدافها ولكنها جميعا تستخدم أنصبتها
من الربح في تمويل البحوث والأنشطة الثقافية
وتوفير الخدمات الصحية، وتخصص برتلزمان
جائزة سنوية قدرها ٣٠٠٠٠٠ مارك تمنح للفرد
الذي يظهر قدرة متميزة على الابتكار. وقد أثبت
الألمان للعالم أنه من الممكن جدا ممارسة التنافس
في سوق حامية ومفتوحة مع الحرص في ذات
الوقت على تقديم الدعم القوي للمجتمع عموما.
من أعظم ما تتميز به الصناعة الألمانية والاقتصاد
الألماني: آفاءة القوة العاملة. ونحن هنا لا نتحدث
عن آبار المديرين، فهؤلاء عادة أآفاء وأذآياء
بنفس القدر الذي تجده في أمريكا أو اليابان أو
غيرهما، إن التفوق الألماني يتمثل في عمال
المصنع والمكتب.
النظام السائد يتمثل في التلمذة الصناعية، وهو
مفهوم لا يهم آثيرا عند الأمريكان حيث يندر أن
تفتح الشرآات أبوابها للمتدربين، وإذا فعلت
فلطلاب الجامعات أثناء الإجازة، والبرنامج
استمرار للإجازة (نوع من الترفيه).
ويرجع نظام التلمذة في ألمانيا إلى القرن الرابع
عشر، حيث "الأسطوات" هم الذين آان يحق لهم
استخدام "الصبية" في صناعات مثل المخابز
والنجارة والأحذية. وترتكز فلسفة نظام الصبية أو
التلمذة إلى فكرة أن آل وظيفة مهما آانت دنيا،
تعد جزءا من صورة أآبر حجما أو أوسع نطاقا،
والتلاميذ يتعلمون التفكير في وضع ما يعملونه في
ذلك النطاق الأآبر. الذي يتدرب ليصبح ميكانيكي
سيارات يتعلم المفاهيم الهندسية للسيارة وأيضا
المخاطر البيئية التي تتسبب فيها مكونات السيارة
وما يجري فيها من سوائل.
ومما يؤخذ على نظام التلمذة الألمانية صرامته
وصلابته، لكن منافعه عظمى، فالبطالة بين
الشباب أدنى من نظيراتها في أغلب الدول
الصناعية، والمهارات العالية متوفرة إلى حد
الثراء.
الخروج من العزلة
الاعتقاد الذي يشيع في هذا العصر هو أن التنافس
الاقتصادي هو استمرار للحرب بوسائل أخرى،
حيث يقاس الانتصار بكسب "السوق" بدلا من آسب
الأرض في ميدان قتال. إذا آان الأمر آذلك
فالأعمال الألمانية عدو يحسب له ألف حساب
بالنظر إلى النجاح الهائل الذي تحققه الصادرات
الألمانية وقدرة الشرآات على حماية أنصبتها من
الهجوم المنافس.
تمشيا مع سياسة الظهور بمظهر الشعب الطيب غير
الميال إلى العدوان، تجد الألمان ينتهزون الآن آل
فرصة ليتحدثوا عن أنفسهم آشعب أوروبي
وليتخذوا هذا المظهر وفي حديث متلفز أثناء ١٩٩١
آان هيلموت آول يحادث جمعا من الصحفيين
الفرنسيين وجاء ذآر نظام التلمذة، قال المستشار إنه
يتمنى أن تلجأ جميع دول أوروبا لهذا الأسلوب لكي
يصبح هناك "تلمذة أوروبية". وعندما نسب إلى
ألمانيا في أعقاب حرب الخليج سنة ١٩٩١ أنها
سمحت بتصدير الأسلحة للعراق سارع الألمان إلى
إشراك فرنسا وغيرها معهم في هذا الجرم لكي
تصبح "أوروبا" هي المسئولة.
على الجانب الاقتصادي بدأت الشرآات الألمانية
تخرج من عقالها وتستثمر في الأسواق العالمية، ولا
يقتصر الهدف على استخدام عمالة رخيصة بل على
غزو الأسواق المحلية وآسبها أيضا، والولايات
المتحدة ليست استثناء من ذلك، وقد ضخت
"برتلزمان" –مثلا- ألف مليون دولار لتبتاع "آر.
سي. إيه" ودار النشر "دابل ديي"، وآذلك "البانز"،
استثمرت ثلاثة آلاف مليون لتبتاع شرآة التأمين
"فايرمانز فاند". ولكن جهود ألمانيا من أجل اجتذاب
الأموال إلى داخلها لا تقل عن ذلك، وبصفة خاصة
من أجل إنعاش الإقليم الشرقي، وتمتاز هذه الفكرة
بأنها تسهل للمستثمرين إقامة مشروعاتهم حيث
التكلفة أدنى بكثير مما هي عليه في أي مكان بألمانيا
الغربية. خلاصة ذلك آله أن الأمريكان قد دأبوا
على التفكير في ضرورة "عمل شيء في موجهة
اليابان"، مغفلين حقيقة أن ألمانيا منافس لا يقل
خطورة وأن إهمال هذه الخطورة قد يكون خطأ
مميتا. ألمانيا قوة اقتصادية وصناعية هائلة تتصف
بدرجة عالية من الرقي والتقدم، إن عاجلا وإن آجلا
سوف تفيق الولايات المتحدة لما قد احتلته ألمانيا من
مكانة في أسواق العالم، ربما بعد فوات الأوان.
ترى هل ستنجح ألمانيا في رفع مستوى الحياة
الاقتصادية والاجتماعية في إقليمها الشرقي الجديد
إلى المستوى السائد في الغرب؟ الإجابة هي: نعم.
ليس معنى هذا أنه سيتم دون مشكلات، إنه فقط
يعني أن الذي أدى بألمانيا إلى تحقيق آل هذا النجاح
هو ذاته الذي سيجعلها تنجح في هذا أيضا.
( خلاصات آتب المدير ورجل الأعمال السنة الأولى – العدد السابع (فبراير ١٩٩٣
٨
خلاصة الخلاصة
في عام ١٩٤٥ آانت الحرب العالمية الثاني قد قضت على آل
شيء في ألمانيا وفرضت على الألمان البداية من جديد. والبناء
فوق الأنقاض.
خلال سنة ١٩٩١ امتص الاقتصاد الألماني واردات من دول
المجموعة الأوروبية بلغت قيمتها ٣٣٥ ألف مليون مارك
وضخ إلى هذه الدول صادرات بلغت ٣٦٠ ألف مليون .. وبذلك
تصبح ألمانيا شريكة للولايات المتحدة في مرآز الصدارة من
حيث حجم الصادرات، آما أنها تسبق جميع دول غرب أوروبا
من حيث حجم التجارة مع دول "الكوميكون" السابقة "شرق
أوروبا".
هذا النجاح الهائل لم يجيء جزافا في هذا الزمن القياسي وإنما
قام على دعائم ثلاث هي:
آفاءة القوة العاملة وتميزها بمهارات رفيعة المستوى، ونحن
هنا لا نتحدث عن آبار المديرين فهؤلاء عادة أآفاء وأذآياء
بنفس القدر الذي تجده في أمريكا أو اليابان .. إن التفوق
الألماني يتمثل في عمال المصنع والمكتب.
أخلاقيات ومبادئ إيجابية وصارمة في المعاملات والأعمال
مثل:
الإحساس القوي بالمسئولية الاجتماعية والذي انعكس على
العاملين فجعل لهم قيمة عالية ومكانة رفيعة في المجتمع، آما
فرض على المجتمع توفير فرص العمل للجميع.
وجود بنية تنظيمية ونزعة إلى النظام المحكم في ممارسة
الإدارة، وهذه البنية لها خواص وظيفية وعملية تجعل آل شيء
محدد وواضح.
الوعي الاجتماعي الذي يميز الرأسمالية الألمانية ويفرض نوعا
من التوافق بين إدارات الشرآات ونقابات العمال حتى أن عدد
الوظائف التي توفرها الشرآة لا يقل أهمية عن حجم المبيعات
والربحية.
القوانين الصارمة التي توجه رجال الأعمال فيما يعملون وما لا
يعملون.
الإصرار على أعلى درجات الجودة في الإنتاج والاستهلاك.
نظام مصرفي شديد القوة يمنح البنوك نفوذا وسطوة لا نظير لها
في أي بلد في العالم بما في ذلك "سيتي بانك" في الولايات
المتحدة.
حين تم توحيد شطري ألمانيا، لم يجد الاقتصاد الرأسمالي
الغربي صعوبة آبيرة في تلبية الحاجات إلى السلع والخدمات
في الإقليم الشرقي، لكن اجتذاب رؤوس الأموال بالقدر الذي
يكفي لخلق فرص العمل للجميع ليس بالواجب اليسير .. ومن
منطلق الاعتقاد السائد في هذا العصر بأن الانتصارات تتحقق
بكسب الأسواق بدلا من آسب الأرض في ميدان القتال يمكن
القول أن ألمانيا بالقياس بما حققته في الأسواق العالمية تمثل
منافسا خطيرا لكل من اليابان وأمريكا .. ويوم يفيق الأمريكان
من التفكير في المنافسة اليابانية فسوف يفاجأون بأن ألمانيا قد
احتلت مكانة آبيرة في الأسواق العالمية.
ويبقى السؤال: هل ستنجح ألمانيا في رفع مستوى الحياة
الاقتصادية والاجتماعية في إقليمها الشرقي الجديد إلى المستوى
السائد في الغرب؟ الإجابة هي: نعم. بالتأآيد، إن الدعائم التي
حققت آل هذا النجاح هي بدورها قادرة على تحقيق هذا الهدف
أيضا، والقوة الكاسحة في الطريق مرة أخرى!!
إدارة الأعمال على الطريقة الألمانية ............. ٢
معالم الإدارة الألمانية ....................... ٢
قلب ألمانيا وروحها: ......................... ٤
النظام المصرفي................................ ٥
السوق الاجتماعية ............................. ٦
الخروج من العزلة............................ ٧
خلاصة الخلاصة ...................... ٨
Title: Juggernaut.
Author: Philip Glouchevitch.
Publisher: Simon & Schuster.
Pages: 239.
ISBN: 0671871773.
Date: 1992.
فهرس الخلاصة
بيانات الكتاب

freewarecopy: تحميل تنزيل برنامج برنامج المحاسب اخر اصدار Ezee...

freewarecopy: تحميل تنزيل برنامج برنامج المحاسب اخر اصدار Ezee...: المميزات والخصائص برنامج اصداره عربى الالمام التام بالمحاسبه والمعايير الفنيه البرنامج مصمم بلغة C#.NET وقاعدة البيانات هي sql ser...

http://sopk.yoo7.com/t14921-topic

http://sopk.yoo7.com/t14921-topic

http://www.acc4arab.com/acc/showthread.php?p=1039416619

http://www.acc4arab.com/acc/showthread.php?p=1039416619

http://www.almohasb1.com/

http://www.almohasb1.com/

http://accountant-jo.blogspot.com/2011/06/excellence-management.html

http://accountant-jo.blogspot.com/2011/06/excellence-management.html

الأربعاء، 7 ديسمبر 2011

دروس فى الاقتصاد / جامعة تكساس

http://lmps.gofor.de/000TomEco.htm

https://admin.tvtc.gov.sa/Arabic/Departments/Departments/cdd1/Tr/ins1/Pages/default.aspx

https://admin.tvtc.gov.sa/Arabic/Departments/Departments/cdd1/Tr/ins1/Pages/default.aspx

corporate financial management

http://videos.najah.edu/node/3343

commercial promotion

http://videos.najah.edu/node/2604

contrastive ling

http://videos.najah.edu/node/1236

bank marketing

http://videos.najah.edu/node/1245

arabic 3

http://videos.najah.edu/node/4293

arabic 2

http://videos.najah.edu/node/2618

arabic

http://videos.najah.edu/node/2601

الثلاثاء، 6 ديسمبر 2011

advanced writing

http://videos.najah.edu/node/4321

advanced grammer

http://videos.najah.edu/node/2119

literature

http://videos.najah.edu/node/3333

english collage 2

http://videos.najah.edu/node/2684

english collage 1

http://videos.najah.edu/node/106

english 4

http://videos.najah.edu/node/109

english 3

http://videos.najah.edu/node/110

english 2

http://videos.najah.edu/node/109

english

http://videos.najah.edu/node/108

english economic

http://videos.najah.edu/node/111

int piblic law

http://videos.najah.edu/node/3477

introduction to law

http://videos.najah.edu/node/4046

international marketing

http://videos.najah.edu/node/4280

organizational lbehavior

http://videos.najah.edu/node/2603

orgnaization theory

http://videos.najah.edu/node/3339

market management

http://videos.najah.edu/node/3335

microeconomic

http://videos.najah.edu/node/117

macroeconomic

http://videos.najah.edu/node/1243

marketing

http://videos.najah.edu/node/115

management

http://videos.najah.edu/node/118

management 1

http://videos.najah.edu/node/1240

finance

http://videos.najah.edu/node/116

http://videos.najah.edu/node/114

http://videos.najah.edu/node/114

http://videos.najah.edu/node/1242

http://videos.najah.edu/node/1242

http://videos.najah.edu/courses

http://videos.najah.edu/courses

محاضرات فيديو /جامعة النجاح

http://videos.najah.edu/courses

كتب فى الاوقيس

http://books.arabsbook.com/categories/كتب-في-برامج-الأوفيس.148/page-2

https://admin.tvtc.gov.sa/Arabic/Departments/Departments/cdd1/plan%20TR/BC/Pages/default.aspx

https://admin.tvtc.gov.sa/Arabic/Departments/Departments/cdd1/plan%20TR/BC/Pages/default.aspx

كتب طبية قيمة جدا

http://books.arabsbook.com/

حقائب معاهد التدريب المهنى

http://tvtc.gov.sa/Arabic/Departments/Departments/cdd1/Tr/ins3/Pages/default.aspx

مقررات كلية ادارة الاعمال

http://www.ksu.edu.sa/sites/KSUArabic/Deanships/Elearn/Pages/college12.aspx

الهيئة العامة لتصميم وتطوير المناهج

http://tvtc.gov.sa/Arabic/Departments/Departments/cdd1/Pages/default.aspx

جامعة الملك سعود/ المقررات

http://www.ksu.edu.sa/sites/KSUArabic/Deanships/Elearn/Pages/DecisionsOfelectronic.aspx

برنامج محاسبى مجانى

http://thebestaccountant.blogspot.com/2011/03/5.html

http://thebestaccountant.blogspot.com/2011/02/blog-post_14.html

http://thebestaccountant.blogspot.com/2011/02/blog-post_14.html

محاضرات

http://videos.najah.edu/node/3335

محاضرات محاسبة

http://videos.najah.edu/node/114

كتب ادارة اعمال

http://thebestaccountant.blogspot.com/search/label/إدارة%20الاعمال

محاضرات اقتصاد

http://videos.najah.edu/node/3335

كتب اقتصاد

http://thebestaccountant.blogspot.com/search/label/إقتصاد

محاضرات

http://thebestaccountant.blogspot.com/search/label/محاضرات%20(صوت%20-%20صورة)

كتب محاسبة

http://thebestaccountant.blogspot.com/search/label/محاسبة

http://thebestaccountant.blogspot.com/2011/03/blog-post.html

http://thebestaccountant.blogspot.com/2011/03/blog-post.html

http://www.mediafire.com/?7c4wxugxdx3aciq

http://www.mediafire.com/?7c4wxugxdx3aciq

السبت، 24 سبتمبر 2011

Chapter Two: Information Processing

Chapter Two: Information ProcessingPrinciples of Accounting globe

Your goals for this “information processing” chapter are to learn about:

Purchase the Financial Accounting Textbook (Chapters 1-16) for $59.95 here.

Purchase the Financial Accounting Textbook PDF Download (Chapters 1 through 16) for $23.95 here.

Add to CartView Cart

Information clip artThe previous chapter showed how transactions caused financial statement amounts to change. "Before" and "after" examples were used to develop the illustrations. Imagine if a real business tried to keep up with its affairs this way! Perhaps a giant chalkboard could be set up in the accounting department. As transactions occurred, they would be communicated to the department and the chalkboard would be updated. Chaos would quickly rule. Even if the business could manage to figure out what its financial statements were supposed to contain, it probably could not systematically describe the transactions that produced those results. Obviously, a system is needed.

It is imperative that a business develop a reliable accounting system to capture and summarize its voluminous transaction data. The system must be sufficient to fuel the preparation of the financial statements, and be capable of maintaining retrievable documentation for each and every transaction. In other words, some transaction logging process must be in place. In general terms, an accounting system is a system where transactions and events are reliably processed and summarized into useful financial statements and reports. Whether this system is manual or automated, the heart of the system will contain the basic processing tools: accounts, debits and credits, journals, and the general ledger. This chapter will provide insight into these tools and the general structure of a typical accounting system.

ACCOUNTS

The records that are kept for the individual asset, liability, equity, revenue, expense, and dividend components are known as accounts. In other words, a business would maintain an account for cash, another account for inventory, and so forth for every other financial statement element. All accounts, collectively, are said to comprise a firm's general ledger. In a manual processing system, imagine the general ledger as nothing more than a notebook, with a separate page for every account. Thus, one could thumb through the notebook to see the "ins" and "outs" of every account, as well as existing balances. An account could be as simple as the following:

Cash General Ledger example

This account reveals that cash has a balance of $63,000 as of January 12. By examining the account, one can see the various transactions that caused increases and decreases to the $50,000 beginning- of-month cash balance. In many respects, this Cash account resembles the "register" one might keep for a wallet-style checkbook. A balance sheet on January 12 would include cash for the indicated amount (and, so forth for each of the other accounts comprising the entire financial statements). Notice that column headings for this illustrative Cash account included "increase" and "decrease" labels. In actuality, these labels would instead be "debit" and "credit." The reason for this distinction will become apparent in the following discussion.

DEBITS AND CREDITS

References to debits and credits are quite common. It is common for a business to indicate they are “crediting” an account. “Debit” cards may be used to buy goods. Debits (abbreviated “dr”) and credits (abbreviated “cr”) are unique accounting tools to describe the change in a particular account that it is said necessitated by a transaction. In other words, instead of saying that cash is "increased" or "decreased," it is said that cash is "debited" or "credited." This method is again traced to Pacioli, the Franciscan monk who is given credit for the development of our enduring accounting model. Why add this complexity -- why not just use plus and minus like in the previous chapter? There is an ingenious answer to this question that will soon be discovered!

Understanding the answer to this question begins by taking note of two very important observations:

(1) every transaction can be described in debit/credit form


and

(2) for every transaction, debits = credits

THE FALLACY OF A “+/-” SYSTEM

The second observation above would not be true for an increase/decrease system. For example, if services are provided to customers for cash, both cash and revenues would increase (a “+/+” outcome). On the other hand, paying an account payable causes a decrease in cash and a decrease in accounts payable (a “-/-” outcome). Finally, some transactions are a mixture of increase/decrease effects; using cash to buy land causes cash to decrease and land to increase (a “-/+” outcome). In the previous chapter, the “+/-” nomenclature was used for the various illustrations. Take time to review the comprehensive illustration that was provided in Chapter 1, and notice that various combinations of pluses and minuses were needed.

As one can tell by reviewing the illustration, the "+/-" system lacks internal consistency. Therefore, it is easy to get something wrong and be completely unaware that something has gone amiss. On the other hand, the debit/credit system has internal consistency. If one attempts to describe the effects of a transaction in debit/credit form, it will be readily apparent that something is wrong when debits do not equal credits. Even modern computerized systems will challenge or preclude any attempt to enter an "unbalanced" transaction that does not satisfy the condition of debits = credits.

The debit/credit rules are built upon an inherently logical structure. Nevertheless, many students will initially find them confusing, and somewhat frustrating. This is a bit similar to learning a new language. As such, memorization usually precedes comprehension. Take time now to memorize the "debit/credit" rules that are reflected in the following diagrams. going forward, one needs to have instant recall of these rules, and memorization will allow the study of accounting to continue on a much smoother pathway. Full comprehension will follow in short order.

ASSETS/EXPENSES/DIVIDENDS

Debit rules illustrationAs shown at left, asset, expense and dividend accounts each follow the same set of debit/credit rules. Debits increase these accounts and credits decrease these accounts. These accounts normally carry a debit balance. To aid recall, rely on this mnemonic: D-E-A-D = debits increase expenses, assets, and dividends.

LIABILITIES/REVENUES/EQUITY

Credit rules illustrationLiability, revenue and equity accounts each follow rules that are the opposite of those just described. Credits increase liabilities, revenues, and equity, while debits result in decreases. These accounts normally carry a credit balance.

TRANSACTION ANALYSIS

It is now apparent that transactions and events can be expressed in "debit/credit" terminology. In essence, accountants have their own unique shorthand to portray the financial statement consequence for every recordable event. This means that as transactions occur, it is necessary to perform an analysis to determine (a) what accounts are impacted and (b) how they are impacted (increased or decreased). Then, debits and credits are applied to the accounts, utilizing the rules set forth in the preceding paragraphs.

SOURCE DOCUMENTS

Binder clip artUsually, a recordable transaction will be evidenced by a source document. A disbursement will be supported by the issuance of a check. A sale might be supported by an invoice issued to a customer. A time report may support payroll costs. A tax statement may document the amount paid for taxes. A cash register tape may show cash sales. A bank deposit slip may show collections of customer receivables. Suffice it to say, there are many potential source documents, and this is just a small sample. Source documents usually serve as the trigger for initiating the recording of a transaction. The source documents are analyzed to determine the nature of a transaction and what accounts are impacted. source documents should be retained (perhaps in electronic form) as an important part of the records supporting the various debits and credits that are entered into the accounting records.

To illustrate, assume that Jill Aoki is an architect. Concurrent with delivering completed blueprints to one of her clients, she also prepared and presented an invoice for $2,500. The invoice is the source document evidencing the completed work for which payment is now due. Therefore, Accounts Receivable is to be increased (debited) and Revenues must be increased (credited). When her client pays, the resulting bank deposit receipt will provide evidence for an entry to debit Cash (increased) and credit Accounts Receivable (decreased).

A properly designed accounting system will have controls to make sure that all transactions are fully captured. It would not do for transactions to slip through the cracks and go unrecorded. There are many such safeguards that can be put in place, including use of prenumbered documents and regular reconciliations. For example, an individual might maintain a checkbook for recording cash disbursements. A monthly reconciliation should be performed to make sure that the checkbook accounting system has correctly reflected all disbursements. A business must engage in similar activities to make sure that all transactions and events are recorded correctly. Good controls are essential to business success. Much of the work performed by a professional accountant relates to the design, implementation, and evaluation of properly functioning control systems.

AN ACCOUNT'S BALANCE

The balance of a specific account can be determined by considering its beginning (of period) balance, and then netting or offsetting all of the additional debits and credits to that account during the period. Earlier, an illustration for a Cash account was presented. That illustration was developed before the introduction of debits and credits. However, accounts are maintained by using the debit/ credit system. The Cash account is repeated below, except that the increase/decrease columns have been replaced with the more traditional debit/credit column headings. A typical Cash account would look similar to this illustration:

Cash General Ledger example

Bear in mind that each of the debits and credits to Cash shown in the preceding illustration will have some offsetting effect on another account. For instance, the $10,000 debit on January 2 would be offset by a $10,000 credit to Accounts Receivable. The process by which this occurs will become clear in the following sections of this chapter.

A COMMON MISUNDERSTANDING ABOUT CREDITS

Checkbook clip artMany people wrongly assume that credits always reduce an account balance. However, a quick review of the debit/credit rules reveals that this is not true. Where does this notion come from? Probably because of the common phrase "we will credit your account." This wording is often used when one returns goods purchased on credit. Carefully consider that the account (with the store) is on the store's books as an asset account (specifically, an account receivable). Thus, the store is reducing its accounts receivable asset account (with a credit) when it agrees to credit the account. On the customer's books one would debit (decrease) a payable account (liability).

On the other hand, some may assume that a credit always increases an account. This incorrect notion may originate with common banking terminology. Assume that Matthew made a deposit to his account at Monalo Bank. Monalo's balance sheet would include an obligation ("liability" ) to Matthew for the amount of money on deposit. This liability would be credited each time Matthew adds to his account. Thus, Matthew is told that his account is being "credited" when he makes a deposit.

The Journal

Most everyone is intimidated by new concepts and terminology (like debits, credits, journals, etc.). But, learning can be made quite simple by relating new concepts to preexisting notions that are already well understood. So, think: what is already known about a journal (not an accounting journal, just any journal)? It's just a log book, right? A place where one can record a history of transactions and events, usually in date (chronological) order. Perhaps one maintains a personal journal of important events in life, or record notes when they travel.

Likewise, an accounting journal is just a log book that contains a chronological listing of a company's transactions and events. The accounting journal serves to document business activity as it occurs. However, rather than including a detailed narrative description of a company's transactions and events, the journal lists the items by a form of shorthand notation. Specifically, the notation indicates the accounts involved, and whether each is debited or credited. Remember what was said at the beginning of the chapter:

The system must be sufficient to fuel the preparation of the financial statements, and be capable of maintaining retrievable documentation for each and every transaction. In other words, some transaction logging process must be in place.

The journal satisfies the need for this logging process!

The general journal is sometimes called the book of original entry. This means that source documents are reviewed and interpreted as to the accounts involved. Then, they are documented in the journal via their debit/credit format. As such the general journal becomes a log book of the recordable transactions and events. The journal is not sufficient, by itself, to prepare financial statements. That objective is fulfilled by subsequent steps. But, maintaining the journal is the point of beginning toward that end objective.

JOURNAL EXAMPLE

The following illustration draws upon the facts for the Xao Corporation. Specifically it shows the journalizing process for Xao’s transactions. Review it carefully, specifically noting that it is in chronological order with each transaction of the business being reduced to the short-hand description of its debit/credit effects.

For instance, the first transaction increases both cash and equity. Cash, an asset account, is increased via a debit. Capital stock, an equity account, is increased via a credit. The next transaction increases Advertising Expense "with a debit" and decreases Cash "with a credit."

Note that each transaction is followed by a brief narrative description; this is a good practice to provide further documentation. For each transaction, it is customary to list "debits" first (flush left), then the credits (indented right). Finally, notice that a transaction may involve more than two accounts (as in the January 28 transaction); the corresponding journal entry for these complex transactions is called a "compound" entry.

In reviewing the general journal for Xao, note that it is only two pages long. An actual journal for a business might consume hundreds and thousands of pages to document its many transactions. As a result, some businesses may maintain the journal in electronic form only.

General Journal Example

Second general journal example

Having reviewed the journal entries for January, consider a few more points.

SPECIAL JOURNALS

First, the illustrated journal was referred to as a "general" journal. Most businesses will maintain a general journal. Any and all transactions can be recorded in the general journal. However, a business may sometimes find it beneficial to employ optional "special journals." Special journals are deployed for highly redundant transactions.

For example, a business may have huge volumes of redundant transactions that involve cash receipts. Thus, the company might have a special cash receipts journal. Any transaction entailing a cash receipt would be recorded therein. Indeed, the summary total of all transactions in this journal could correspond to the debits to the Cash account, further simplifying the accounting process. Other special journals might be used for cash payments, sales, purchases, payroll, and so forth.

The special journals do not replace the general journal. Instead, they just strip out recurring type transactions and place them in their own separate journal. The transaction descriptions associated with each transaction found in the general journal are not normally needed in a special journal, given that each transaction is redundant in nature. Without special journals, a general journal can become quite voluminous.

PAGE NUMBERING

Second, notice that the illustrated journal consisted of two pages (labeled Page 1 and Page 2). Although the journal is chronological, it is helpful to have the page number indexing for transaction cross-referencing and working backward from financial statement amounts to individual transactions. The benefits of this type of indexing will become apparent in the general ledger exhibits within the following section of the chapter. As an alternative, some companies will assign a unique index number to each transaction, further facilitating the ability to trace transactions throughout the entire accounting system.

RECAP

The general journal is a great tool to capture transaction and event details, but it certainly does nothing to tell a company about the balance in each specific account. For instance, how much cash does Xao Corporation have at the end of January? One could go through the journal and net the debits and credits to Cash ($25,000 - $2,000 + $4,000 - $500 + $4,800 - $5,000 = $26,300). But, this is tedious and highly susceptible to error. It would become virtually impossible if the journal were hundreds of pages long. A better way is needed. This is where the general ledger comes into play.

The General Ledger

As illustrated, the general journal is, in essence, a notebook that contains page after page of detailed accounting transactions. In contrast, the general ledger is, in essence, another notebook that contains a page for each and every account in use by a company. As examples, the ledger accounts for Xao would include the Cash and Accounts Receivable pages illustrated below:

Cash general ledger example

Account receivable general ledger example

Xao’s transactions utilized all of the following accounts:

  • Cash
  • Accounts Payable
  • Service Revenue
  • Accounts Receivable
  • Notes Payable
  • Advertising Expense
  • Land
  • Capital Stock
  • Utilities Expense

Therefore, Xao’s general ledger will include a separate page for each of these nine accounts.

POSTING

Next, consider how the details of each specific account can be determined through a process known as posting. To "post" means to copy the entries listed in the journal into their respective ledger accounts. In other words, the debits and credits in the journal will be accumulated ("transferred"/"sorted") into the appropriate debit and credit columns of each ledger page. The following illustration shows the posting process. Arrows are drawn for the first journal entry posting. A similar process would occur for each of the other transactions to produce the resulting ledger pages.

In reviewing the ledger accounts at right, notice that the "description" column includes a cross-reference back to the journal page in which the transaction was initially recorded. This reduces the amount of detailed information that must be recorded in the ledger, and provides an audit trail back to the original transaction in the journal. The check marks in the journal indicate that a particular transaction has been posted to the ledger. Without these marks (in a manual system), it would be very easy to fail to post a transaction, or even post the same transaction twice.

Posting illustration

TO REVIEW

Thus far the following accounting “steps” should have been grasped:

  • STEP 1: Each transaction is analyzed to determine the accounts involved
  • STEP 2: A journal entry is entered into the general journal for each transaction
  • STEP 3: Periodically, the journal entries are posted to the appropriate general ledger pages

Invoice illustration

The Trial Balance

Video LectureAfter all transactions have been posted from the journal to the ledger, it is a good practice to prepare a trial balance. A trial balance is simply a listing of the ledger accounts along with their respective debit or credit balances. The trial balance is not a formal financial statement, but rather a self-check to determine that debits equal credits. Following is the trial balance prepared from the general ledger of Xao Corporation.

Xao trial balance example

DEBITS EQUAL CREDITS

Since each transaction was journalized in a way that insured that debits equaled credits, one would expect that this equality would be maintained throughout the ledger and trial balance. If the trial balance fails to balance, an error has occurred and must be located. It is much better to be careful as one proceeds, rather than having to go back and locate an error after the fact. Be aware that a "balanced" trial balance is no guarantee of correctness. For example, failing to record a transaction, recording the same transaction twice, or posting an amount to the wrong account would produce a balanced (but incorrect) trial balance.

FINANCIAL STATEMENTS FROM THE TRIAL BALANCE

The next chapter reveals additional adjustments that may be needed to prepare a truly correct and up-to-date set of financial statements. But, for now, a tentative set of financial statements could be prepared based on the trial balance. The basic process is to transfer amounts from the general ledger to the trial balance, then into the financial statements:

General ledger illustration

In reviewing the following financial statements for Xao, notice that italics are used to draw attention to the items taken directly from the previously shown trial balance. The other line items and amounts simply relate to totals and derived amounts within the statements.

Xao Corporation

CHART OF ACCOUNTS

A listing of all accounts in use by a particular company is called the chart of accounts. Individual accounts are often given a specific reference number. The numbering scheme helps keep up with the accounts in use and the classification of accounts. For example, all assets may begin with "1" (e.g., 101 for Cash, 102 for Accounts Receivable, etc.), liabilities with "2," and so forth. The assignment of a numerical value to each account assists in data management, in much the same way as zip codes help move mail more efficiently. many computerized systems allow rapid entry of accounts by reference number rather than by entering a full account description. A simple chart of accounts for Xao Corporation might appear as follows:

  • No. 101: Cash
  • No. 102: Accounts Receivable
  • No. 103: Land
  • No. 201: Accounts Payable
  • No. 202: Notes Payable
  • No. 301: Capital Stock
  • No. 401: Service Revenue
  • No. 501: Advertising Expense
  • No. 502: Utilities Expense

Another benefit is that each account can be further subdivided in subsets. For instance, if Accounts Receivable bears the account number 102, one would expect to find that individual customers might be numbered as 102.001, 102.002, 102.003, etc. This facilitates the maintenance of "subsidiary" account records which are the subject of the next section of this chapter.

CONTROL AND SUBSIDIARY ACCOUNTS

Some general ledger accounts are made of many sub-components. For instance, a company may have total accounts receivable of $19,000, consisting of amounts due from Compton, Fisher, and Moore. The accounting system must be sufficient to reveal the total receivables, as well as amounts due from each customer. Therefore, sub-accounts are used. For instance, in addition to the regular general ledger account, separate auxiliary receivable accounts would be maintained for each customer, as shown in the following illustration:

Accounts receivable illustration

The total receivables are the sum of all the individual receivable amounts. Thus, the Accounts Receivable general ledger account total is said to be the control account or control ledger, as it represents the total of all individual subsidiary account balances. It is simply imperative that a company be able to reconcile subsidiary accounts to the broader control account that is found in the general ledger. Here, computers can be particularly helpful in maintaining the detailed and aggregated data in perfect harmony.

InstanceBeginEditable nam